شكّلت زيارة رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا إلى الجزائر، نهاية الأسبوع محطة هامة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تجمعهما روابط تاريخية وقيم مشتركة.
وأخذ الشق الاقتصادي حيزا كبير من المحادثات الجزائرية-الجنوب إفريقية، في ظل رغبة البلدين المشتركة في رفع حجم المبادلات التجارية وتطوير الاستثمار، حيث تم التوقيع على إعلان الشراكة الإستراتيجية، وكذلك التوقيع على خمس اتفاقيات للتعاون بين البلدين.
وأكد المحلل الاقتصادي، أحمد الحيدوسي، في اتصال هاتفي مع “سبق برس”، الأحد، أن توقيع هذه الاتفاقيات في خضم زيارة رئيس جنوب إفريقيا إلى الجزائر، سيكون له انعكاسات إيجابية على حجم التبادل الاقتصادي بين الدولتين، مشيراً إلى أن البلدين يعتبران من أقوى الاقتصادات الإفريقية باحتلالهما المرتبة الأولى والثالثة، ما سيسمح –حسبه- بدعم الشراكة خاصة في ما يتعلق بالشراكة البينية من حيث تدفق السلع ورؤوس الأموال بينهما.
وقال الحيدوسي، إن الاتفاقيات الموقعة ستساهم في رفع حجم التبادل التجاري وحجم التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات على غرار الصناعات الميكانيكية وصناعة السيارات، مما سيعطي إضافة للاقتصاد الجزائري، مبرزاً أن الجزائر تعتبر من أهم الأسواق في شمال إفريقيا.
وبخصوص الاتفاقية المتعلقة بمجال تبادل الخبرات والبحوث العلمية في المجال الزراعي، أكد حيدوسي أنها “ستنعكس بالإيجاب على رفع حجم الإنتاج الوطني في القطاع الزراعي، وحتى بالنسبة للصناعات الميكانيكية يمكن الحديث عن إنتاج صناعات ميكانيكية تخدم القطاع الزراعي في المكننة”.
أما فيما يخص الاتفاقية المتعلقة بالمؤسسات الناشئة، أوضح المحلل الاقتصادي، إنها من القطاعات التي تُعول عليها جزائر وجنوب إفريقيا، معتبراً أنها اتفاقية إيجابية سترفع من حجم التبادل التجاري والتشبيك الاقتصادي”.
وفي ميدان الطاقات المتجددة، التي اعتبرها مُحدثنا من المجالات التي تعول عليها الجزائر لإنتاج طاقة نظيفة بأسعار جد تنافسية، أكد الحيدوسي أن الاتفاقية المُبرمة في هذا القطاع ستسمح كذلك برفع قدرات الإنتاج الوطني في مجال الكهرباء وبالتالي مداخيل إضافية للاقتصاد الوطني.
علاوة على ذلك، وصف حيدوسي، زيارة الرئيس الجنوب إفريقي للجزائر، بـ “الخطوة المهمة” التي “ستؤسس لعهد جديد من العلاقات الاقتصادية وانعكاس العلاقات التاريخية والسياسية الجيدة على الجانب الاقتصادي وبالتالي أفقا أرحب وأوسع في المجالات الاقتصادية.