بعد شهر من الآن سيحتفي الإعلاميون في البلدان التي تحترم نفسها بما يسمى باليوم العالمي لحرية التعبير، وسيبكي الكثير منا كالثكالى على حالهم في مهنة صارت تأن احتضارا من الخيبات المتواصلة.
ككل ثالث ماي سيخرج المتحكمون في حاضرنا ومستقبلنا لترديد نفس الشعارات البائدة التي لم تعد تنطوي حتى على الصبيان، بأن الصحافة الجزائرية بلغت المهنية والاحترافية وكانت ولا تزال المدافعة الدائمة عن الوطن والمواطن، وستُتخم الأحزاب السياسية والمنظمات الجمعوية قاعات التحرير ببيانات الإطراء والمجاملة.
لكن في اليوم الموالي وبمجرد زوال سراب التقدير والاعتراف الزائف، لا أحد سيكلف نفسه عناء السؤال عن حال المنتسبين إلى مهنة الصحافة وكيف ولماذا تحول الكثير منهم إلى بطالين في عز العطاء وشحاذين لأن مالك القناة أو الجريدة التي يشتغلون بها لم يدفع أجورهم لأشهر متتالية أو حتى مطرودين لأسباب لا تمت بصلة للمهنية، دون الحديث عن تخفيض الأجور بنسب متفاوتة.
أتأسف حين اسمع أن جرائد علقت صدورها لأنها لم تستطع الصمود أمام الأزمة المالية الجارفة، أو أن الزملاء العاملين بالقناة الفلانية يدفعون فاتورة فشل صفقة لا دخل لهم فيها، واحتار لمنطق سلطة تتوعد قنوات جزائرية بالغلق والتشميع بحجة عدم حيازتها للاعتماد الذي تحتكره، غير آبه بأن قرارها سيقطع أرزاق آلاف العائلات.
منذ أيام اخترقت سمعي عبارة فحواها:”الصحفيون الأغبياء يقضون يومياتهم بحثا عن الأخبار والسبق الصحفي أما الأذكياء منهم فيستغلون المهنة لنيل المكاسب والمناصب”..فإذا كان حالنا بهذا المستوى فعلى الصحافة والإعلام السلام.