أسدل الموسم الكروي لموسم 2024/2023 ستاره بتتويج نادي مولودية الجزائر بلقب البطولة المحترفة الأولى للمرة الثامنة في تاريخه، بعد موسم قدّم فيه “الشناوة” أداء كبيرا تميّز من خلاله عن باقي الفرق التي تباين مستواها بين المتوسط والضعيف.
وعرف موسم 2024/2023، عدة أحداث منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، وجب الوقوف عندها وتسليط الضوء على ما شهدته البطولة المحترفة، باعتبارها أول تحدي لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي الذي انتخب على رأس “الفاف” في سبتمبر الماضي 2023.
ولعل أول نقطة وجب الحديث عنها في المحترف الأول، هو انطلاق المنافسة بصورة متباينة بين عديد الفرق، خاصة مع تنامي عديد الظواهر على غرار مشكلة الديون، البرمجة، عودة ظاهرة العنف في الملاعب وغيرها من المواضيع الشائكة.
البرمجة.. تحسن ملحوظ لكن..
قضية البرمجة شكّلت هاجسا لجل أندية المحترف الأول، خاصة في المواسم السابقة، لكن هذا الموسم شهدت تحسنا ملحوظا ولاقت قبولا من رؤساء النوادي، خاصة وأنها توقفت خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
واعتبر عديد المتابعون للشأن الكوري، أن إكمال البطولة في 14 جوان كان “شيئا مقبولا”، نظرا لعديد التقلبات والتذبذبات التي شهدها الموسم الكروي، على غرار توقفها كما ذكرنا سالفا تضامنا مع أهلنا في غزة، بالإضافة إلى مشاركة الأندية الجزائرية في المنافسات القارية وما ترتب عنه من تأجيل لعديد المباريات.
ولابد على مسؤولي الرابطة خلال الموسم القادم، تحسين بعض الأمور من أجل إكمال البطولة في أريحية، على غرار تفادي تأخير المباريات، خاصة وأنها وصلت إلى 4 مباريات كاملة متأخرة لبعض الفرق.
مشكلة الديون
من بين أكبر المشاكل التي تؤرق النوادي المحلية، هي مشكلة الديون وتراكمها بالنسبة لعديد الفرق، التي حرمت من انتداباتها الجديدة بسبب عدم تسديدها لمستحقاتها والنزاعات التي تدخل فيها مع اللاعبين والمدربين سواء على مستوى لجنة النزاعات أو على مستوى “التاس”.
وأبرز مثال هما فريقا اتحاد سوف ونجم بن عكنون، اللذان خسرا العديد من النقاط خلال مرحلة الذهاب بسبب مشكلة عدم تأهيل اللاعبين، ما أدى إلى سقوطهما إلى القسم الثاني هواة.
مشكل الديون وتسويتها يعتبر من أكبر تحديات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، المُطالبة بإيجاد صيغة أخرى أكثر توافقا ومرونة، مع الأخذ بالاعتبار عدم حرمان النوادي من لاعبيها الجدد.
العنف في الملاعب
شهدت بعض الملاعب الجزائرية خلال الموسم المنصرم، مشاهد مؤسفة ولو أنها كانت قليلة وتُعد على إصبع اليد الواحدة، لكن يجب الوقوف عندها ومحاولة معرفة وتشخيص سبب عودة هذه الظاهرة للملاعب الجزائرية بعد اختفائها لوقت طويل.
ولعل أبرز مثالين على العنف في الملاعب خلال الموسم المنصرم، هما أحداث ملعب خنشلة، بين أنصار فريقي الاتحاد المحلي واتحاد العاصمة، أين تسببت أحداث العنف في إصابة عديد المناصرين من الجانبين، بالإضافة إلى توقيف البعض منهم وإحالتهم إلى الجهات القضائية.
كما شهدت مباراة شباب قسنطينة واتحاد العاصمة، التي احتضنها ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، أحداثا مؤسفة، عقب اجتياح الأنصار لأرضية الميدان بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة.
عناصر الأمن وبعد سيطرتها على الأوضاع، اعتقلت عديد المناصرين من الجانبين، وقامت المصالح المختصة وفتح تحقيق في الأحداث، أسفر عن توقيف 59 شخصا مشتبها فيه.
وتم تقديم 39 شخصا بالغا، من بين الموقوفين، للمحاكمة بموجب إجراءات المثول الفوري، كما تم إيداع 15 شخصا مشتبها فيه الحبس المؤقت.
هذه الأحداث المؤسفة أدت بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إلى إجراء الجولتين 28 و29 من البطولة دون حضور الجمهور، ومنع الجماهير من التنقل خارج الديار خلال الجولة الـ 30 والأخيرة.
أحداث العنف هذه، تجعلنا أمام حتمية إيجاد الأسباب وتشخيص الداء جيدا، وحلّه من جذوره، لكي لا يتكرر في المواسم المقبلة لا قدر الله.
أجور اللاعبين تلامس المليار
من بين المواضيع التي طفت على السطح، خلال الآونة الأخيرة، هي قضية أجور اللاعبين، وارتفاعها الكبير، خاصة لدى النوادي التي تمتلك شركات وطنية.
وكشفت بعض التقارير الإعلامية، على غرار جريدة “الخبر”، أن المنتدب الجديد لشبيبة القبائل الحارس، غايا مرباح، أمضى في صفوف الشبيبة، مقابل أجرة شهرية تلامس 700 مليون سنتيم.
ليصبح مرباح، ثاني أغلى لاعب في تاريخ البطولة الجزائرية بعد يوسف بلايلي الذي يصل راتبه مع مولودية الجزائر (بحسب العقد الموجود على مستوى الرابطة) إلى 700 مليون سنتيم وقبل حارس شباب بلوزداد، رايس وهاب مبولحي الذي انضم قبل عام لصفوف أبناء العقيبة مقابل راتب شهري ناهز 600 مليون سنتيم، يضيف المصدر ذاته.
الأجور الخيالية للاعبين، بالإضافة إلى دفع إدارات الفرق والنوادي لمبالغ كبيرة مقابل شراء عقد لاعب، خاصة من الخارج، مع عدم تقديم غالبيتهم لمستوى يليق بقيمة النادي، أدى لطرح علامات استفهام كبيرة حول طريقة صرف هذه الأموال ومدى توفر أجهزة للمراقبة خاصة على مستوى الأندية.
ولم يعد مستبعدا أن تكسر رواتب اللاعبين حاجز المليار سنتيم، خاصة بعد أن دخلت أندية شبيبة القبائل ومولودية وهران ووفاق سطيف “ميركاتو” اللاعبين بقوة بعد سنوات من احتكاره من فرق شباب بلوزداد ومولودية الجزائر وبدرجة أقل اتحاد العاصمة.
ويختتم الموسم الكروي، بإجراء نهائي كأس الجزائر بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، يوم الجمعة 5 جويلية بداية من الساعة 16:00 مساء، على ملعب 5 جويلية الأولمبي.