الحصاد الرياضي لـ 2024.. أساطير رحلت وتغيير جذري في المنتخب الوطني

PLAY
©
سبق برس

عرفت سنة 2024 العديد من الأحداث التي طبعت المشهد الرياضي الجزائري، سواء ما تعلق بكرة القدم أو بالرياضات الأخرى، حيث سجلنا في بداية السنة إخفاقا جديدا للخضر بالإقصاء من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، خلّف إقالة الناخب الوطني السابق جمال بلماضي وتعيين البوسني فلاديمير بيتكوفيتش.

أما على مستوى الرياضات الأخرى فكانت سنة 2024 موعدا لعودة الراية والنشيد الجزائريين لصنع الحدث عالميا في أولمبياد باريس بعد التتويج بثلاث ميداليات أمحت الإخفاق المدوي الذي شهده أولمبياد طوكيو 2020 الذي عرف غياب الجزائر عن احراز الميداليات بشتى ألوانها.

ولم تخلو سنة 2024 أيضا من الأحداث الحزينة التي تجسدت في فقدان عديد الوجوه الرياضية على غرار أسطورة الكرة الجزائرية رشيد مخلوفي، المدرب الأسبق للخضر وشبيبة القبائل محي الدين خالف، مهاجم المنتخب الأسبق حميد مراكشي وختاما بالمدرب يوسف بوزيدي الذي غادرنا أيضا.

 خيبة الخروج من الدور الأول لكأس إفريقيا

سجّل المنتخب الوطني الأول مشاركة مخيبة في بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 التي جرت مطلع سنة 2024 بكوت ديفوار بعد الإقصاء من مرحلة المجموعات، في خيبة ثانية على التوالي بعد تلك التي حصلت في كان الكاميرون سنة 2021.

واستهل الخضر مشوارهم في البطولة بالتعادل بنتيجة 1-1 مع منتخب أنغولا، حيث خيب رفقاء محرز الآمال بعد ان كان يتطلع الجمهور الجزائري لبداية قوية في الدورة.

وفي اللقاء الثاني، ورغم الأداء الجيد، إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا لتحقيق النقاط الثلاثة حيث تعادل الأفناك من جديد أمام بوركينافاسو بواقع هدفين في كل شبكة.

وفي سيناريو لم يكن يتوقعه أشد المتشائمين عرف اللقاء الثالث من مرحلة المجموعات مفاجأة مدوية بخسارة الخضر من موريتانيا لتتبخر كل الآمال في التأهل للدور الثاني من المحفل الإفريقي.

إقالة جمال بلماضي وتعيين بيتكوفيتش

خلّف الإقصاء الذي سجله المنتخب الوطني من نهائيات كأس أمم إفريقيا أزمة كبيرة في بيت المنتخب الوطني، أزمة خلفت إقالة الناخب الوطني السابق جمال بلماضي مباشرة بعد نهاية لقاء موريتانيا.

وأقدم وليد صادي مباشرة عقب الإقصاء على نشر تغريدة عبر حسابه على منصة X أعلن عبرها عن إقالة بلماضي بعد تجربة دامت قرابة الست سنوات عرفت نجاحا باهرا في البداية بالتتويج بكان مصر 2019، قبل التراجع وتحقيق خيبات متتالية عجلت بإبعاد لاعب أولمبيك مارسيليا السابق من قيادة العارضة الفنية للمنتخب.

وبعد إقالة بلماضي بفترة قصيرة، أعلنت الفاف عن التعاقد مع المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش الذي كانت آخر تجربة له هي الإشراف على منتخب سويسرا، كما سبق له قيادة نادي لازيو وفرق أخرى.

وبدأ بيتكوفيتش مسيرته برتم متصاعد حيث بدأت تظهر ملامح عمله مع مرور المباريات مع استدعاء مجموعة كبيرة الوجوه الجديدة الشابة التي منحت الخضر دفعة جديدة.

اتحاد العاصمة يُحرم من التتويج بكأس الكونفدرالية

مر اتحاد العاصمة خلال سنة 2024 بجانب تتويج قاري جديد بكأس الكونفدرالية الإفريقية، وذلك بعد أن نفذ نادي نهضة بركان المغربي مخططا مخزنيا قذرا من خلال ارتداء قمصان تحمل شعارات سياسية في لقاء المربع الذهبي أمام نادي سوسطارة.

وكانت كل الأمور تبشر بالخير قبل الوصول لموعد النصف النهائي بعد تحقيق مشوار مميز بقيادة المدرب الإسباني كارلوس غاريدو، غير أن الأمر الذي حصل قبل لقاء ذهاب دور النصف نهائي بملعب 5 جويلية أفسد كل ما صنع من طرف أبناء سوسوطارة.

ورغم الطعون التي تقدمت بها إدارة اتحاد العاصمة والاتحاديةو الجزائرية لكرة القدم إلا أن تعنت “الكاف” منح الفرصة للفريق المغربي بإقصاء نادي “سوسطارة” الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تتويجه القاري الثالث.

مولودية الجزائر.. تتويج بالبطولة بعد غياب 14 سنة

عاد نادي مولودية الجزائر خلال سنة 2024 إلى منصة التتويج بلقب بطولة الرابطة المحترفة بعد غياب دام لـ14 سنة عقب آخر تتويج موسم 2009-2010.

وحقق الفريق العاصمي موسما رائعا على جميع الأصعدة حيث تمكن من السيطرة على البطولة بالطول والعرض بمجموعة من اللاعبين المميزين على غرار يوسف بلايلي الذي كان بمثابة قائد للجوق.

وكانت المولودية قريبة من التتويج بالثنائية، حيث بلغت الدور النهائي لمسابقة كأس الجزائر قبل الخسارة من شباب بلوزداد بهدف دون رد في النهائي الذي احتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي.

مواصلة افتتاح الملاعب العالمية

واصلت الجزائر خلال سنة 2024 افتتاح الملاعب ذات المعايير العالمية، ما منح البلاد الفرصة لاكتساب بنية تحتية كبيرة في ما يخص الجانب الرياضي.

وتم افتتاح ملعب حسين آيت أحمد ليكون الصرح الجديد لفريق شبيبة القبائل، والذي يعتبر دون شك من بين أجمل الملاعب ليس فقط في الجزائر، بل على مستوى القارة الإفريقية بشكل عام.

كما تم افتتاح ملعب على عمار بالدويرة الخاص بمولودية الجزائر ليكون ثالث ملعب كبير بالجزائر العاصمة، بعد ملعب 5 جويلية العريق، وملعب نيلسون مانديلا الذي افتتح سنة 2022.

العودة لمنصة التتويجات في الأولمبياد

شهدت سنة 2024 أيضا عودة الراية الجزائرية لترفرف في أكبر محفل رياضي عالمي بباريس، بعد التتويج بثلاث ميداليات في الألعاب الأولمبية 2024 التي احتضنتها العاصمة الفرنسية.

وكانت بداية التألق عن طريق بطلة الجمباز كيليا نمور التي حققت الميدالية الذهبية في اختصاص العارضتين مختلفتي الارتفاع، لتُعيد بذلك الجزائر لمنصة التتويج للمرة الأولى منذ أولمبياد ريو دي جانيرو سنة 2016.

وتلتها بطلة الملاكمة إيمان خليف التي توجت هي الأخرى بالميدالية الذهبية في وزن 66 كيلوغرام بعد تفوقها في النزال النهائي على البطلة الصينية ليو لوانغ لتحرز بذلك أول ميدالية في تاريخ الجزائر على مستوى ملاكمة السيدات، كما توج العداء جمال سجاتي بميدالية برونزية في سباق الـ800 متر.

أساطير رحلت عنا..

ولم تخلو سنة 2024 من الأحداث الحزينة، حيث فقدت الجزائر العديد من رجالاتها التي صنعت تاريخ الرياضة سواء في فترة الاستعمار الفرنسي الغاشم أو بعد الاستقلال.

وانتقل إلى رحمة الله لاعب منتخب جبهة التحرير الوطني رشيد مخلوفي عن عمر 88 سنة، الرجل الذي فضل تمثيل منتخب جبهة التحرير على الانضمام لصفوف منتخب فرنسا على الرغم من أنه كان يعتبر من بين أبرز اللاعبين في البطولة الفرنسية آنذاك.

وتوفي خلال سنة 2024 أيضا مهاجم المنتخب الوطني السابق حميد مراكشي عن عمر يناهز الـ48، ورئيس الفاف والحكم الأسبق بلعيد لاكارن عن عمر 84 سنة.

إلى جانب المدرب الأسبق للمنتخب الوطني محي الدين خالف الذي غادرنا عن عمر  ناهز 80 عاما، والمدرب يوسف بوزيدي الذي فارق الحياة هو الآخر عن عمر 67 سنة.