الرئيس تبون: الأمن الغذائي “رهان إستراتيجي” يتوجب علينا كسبه

PLAY
©
سبق برس

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن بلادنا جعلت من الأمن الغذائي رهانا إستراتيجيا، يتوجب علينا كسبه في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيرا.

وقال الرئيس تبون في كلمته، بمُناسبة الاحتفال بالذّكرى الخمسين لتأسيس الاتّحاد الوطنيّ للفلاّحين الجزائريّين، الثلاثاء، إن “الجزائر جعلت من الأمن الغذائي رهانا إستراتيجيا، يتوجب علينا كسبه، في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيرا، منوها بجهود الفلاحين الذين أبدوا في الظروف الاستثنائية خلال الأزمة الصحية (جائحة كورونا) حسا وطنيا، وإدراكا عاليا لطبيعة التحدي”.

وأضاف رئيس الجمهورية: “الفلاحون الجزائريون عملوا بكل حرص على توفير المنتجات الزراعية في الوقت الذي كان فيه العالم يعاني شللا غير مسبوق، أدى إلى شح خطير في المواد الغذائية الأساسية، ولقد رفعوا التحدي بمساعدة من الدولة لجهودهم، ومرافقتها للإنتاج أوفر، والمستثمرين، والفاعلين في القطاع، الذين يؤمنون بقدرات البلاد”.

وعلى هذا الأساس –يقول الرئيس تبون- “ولتطوير القطاع، أكدت مرارا على البعد الإستراتيجي الذي يكتسيه التوجه نحو العصرنة، وتسخير التقنيات الحديثة، للنهوض بالفلاحة وعالم الريف، وتطوير إمكانيات البلاد الزراعية الهائلة، والرفع من مستويات الإنتاج، لأننا نؤمن بحتمية التمكين التدريجي لبدائل مستدامة ومضمونة، تكفل للجزائر التخفيف من التبعية للريع البترولي”.

وفي السياق ذاته، أعرب رئيس الجمهورية “عن الارتياح للوعي الواسع بهذه التحديات في أوساط القطاع ولدى مختلف النشطاء فيه”، مشددا على “أهمية شعبة الحبوب في إستراتيجيتنا الزراعية، نظرا لمستوى استهلاكنا الكبير من هذه المادة، وعدم استقرار السوق العالمية”، مجددا بهذا الصدد التوجيهات للعمل على الرفع من طاقات التخزين وتجسيد البرنامج المسطر بهذا الشأن.

وذكّر رئيس الجمهورية باستصلاح مساحة مليون هكتار عن طريق السقي، سيما في جنوبنا من هنا إلى آفاق 2027، وهدفنا من ذلك توسيع مساحات إنتاج الزراعات الإستراتيجية، مثل القمح الصلب، والذرة الصفراء والنباتات الزيتية، مؤكدا أن المجال مفتوح أمام المستثمرين الوطنيين والأجانب للانخراط في هذا المسعى، والاستفادة من التسهيلات لتجسيد مشاريعهم.

وفي معرض كلمته، أكد الرئيس تبون أنه طالما شدد على الرقمنة وأهمية البيانات والإحصاءات الدقيقة، كأحد الركائز الأساسية لرسم السياسات التنموية.

ولهذا الغرض –يضيف رئيس الجمهورية- “أمرت بإجراء الإحصاء العام للفلاحة الثالث في تاريخ القطاع، ونحن في انتظار النتائج الأولية التي ستفضي إلى ربح الوقت والجهد لتجسيد رؤيتنا الرامية إلى ترقية القطاع الفلاحي، ورصد الإمكانيات من أجل تحقيق أقصى ما يمكن من الاستقلالية”.

علاوة على ذلك، كشف القاضي الأول في البلاد، أن الفلاحين قادرون على الوصول في الآجال القريبة إلى النتائج المتوخاة فيما يخص الاكتفاء الذاتي، والأمن الغذائي، داعيا إياهم، مع المربين والموالين وجميع الفاعلين إلى التجنيد أكثر في الميدان.

وتابع: “إنني على قناعة بارتباط الفلاحين بأرضنا الطاهرة المعطاءة وبوعيهم بالتحديات التي تنتظرنا، وأشد على أيدي شبابنا الطموح الذي يتوجه إلى الاستثمار في المجال الفلاحي بمختلف فروعه، ونعول عليه بما يمتلك من العنفوان والكفاءة والتخصص في علوم الزراعة وتقنياتها لإحداث نهضة زراعية واسعة، تعكس قدرات وإمكانيات الجزائر التي حباها الله بمقومات البلد الواعد الصاعد”.