قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، إن العدوان الصهيوني على لبنان ألحق ندوبا “جسدية وعاطفية” بالأطفال في جميع أنحاء البلاد، فيما لا تزال تؤثر على حياتهم حتى بعد وقف إطلاق النار.
وقال ممثل اليونيسيف في لبنان أخيل آير، إن الحرب “أحدثت خسائر فادحة للأطفال، وأثّرت على كل جوانب حياتهم تقريبا، صحتهم وتعليمهم وعلى مستقبلهم في نهاية المطاف”.
وأضاف أن أطفال لبنان بحاجة إلى دعم عاجل “للتعافي وإعادة بناء حياتهم والبقاء على قيد الحياة من التأثيرات الدائمة لهذه الأزمة”.
وأفاد استطلاع أجرته اليونيسيف في جانفي، بأن 72 في المائة من مقدمي الرعاية قالوا إن أطفالهم كانوا قلقين أو متوترين أثناء الحرب، بينما قال 8 من كل 10 منهم إنهم لاحظوا بعض التحسن في الصحة العقلية لأطفالهم منذ وقف إطلاق النار.
صورة مقلقة لتغذية الأطفال
وكشف التقييم أيضا عن صورة مقلقة لتغذية الأطفال، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في محافظتي “بعلبك الهرمل والبقاع”، والتي استهدفتها الغارات الجوية الصهيونية مرارا وتكرارا.
ويعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الثانية في المحافظتين من “فقر غذائي شديد”، مما يعني أنهم يستهلكون اثنين أو أقل من ثماني مجموعات غذائية رئيسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن 18 عاما في البقاع وأكثر من ثلثهم في بعلبك الهرمل، إما لم يأكلوا أو تناولوا وجبة واحدة فقط في اليوم الذي سبق إجراء التقييم، يضيف المصدر ذاته.
وضع تعليمي صعب
كما أدى الصراع إلى تفاقم الوضع التعليمي الصعب في لبنان، حيث كان أكثر من نصف مليون طفل خارج المدرسة بالفعل بعد سنوات من الاضطراب الاقتصادي وإضرابات المعلمين وتأثير جائحة كوفيد-19.
حتى مع وقف إطلاق النار، لا يزال أكثر من 25 في المائة من الأطفال خارج المدرسة، حيث لا يستطيع العديد من الأطفال الالتحاق بالمدرسة بسبب عدم قدرة أسرهم على تحمل التكاليف.
وأظهر التقييم أيضا أن 45 في المائة من الأسر اضطرت إلى خفض الإنفاق على الصحة، و30 في المائة على التعليم لتوفير الضروريات الأساسية.
كما تفتقر العديد من الأسر إلى الضروريات الأساسية، بما في ذلك مياه الشرب والأدوية ومصادر التدفئة لفصل الشتاء.