افتكاك الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، عبر انتصار سلمى مليكة حدادي، سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا وممثلتها الدائمة لدى الإتحاد الإفريقي، جعل الكثير يتساءل حول المهام المنوطة بهذا المنصب الهام.
وتعتبر مفوضية الاتحاد الإفريقي بمثابة الأمانة العامة للاتحاد وجهازه التنفيذي، يتم التداول على رئاستها بموجب مبدأ التناوب الإقليمي لضمان التوازن بين الأقاليم القارة الخمسة.
صلاحيات ومهام فاعلة
بموجب لوائح الاتحاد الإفريقي، توكل لمنصب نائب رئيس المفوضية، مهام وصلاحيات مهمة وفاعلة.
ومن أبرز هذه المهام “مساعدة رئيس المفوضية في مهامه، الإشراف على الشؤون الإدارية والمالية، التنسيق بين مفوضي قطاعات السلم والأمن والتنمية الاقتصادية وضمان سير العمل الإداري والمالي”.
كما يجب على نائب رئيس المفوضية، “التعاون مع المجلس التنفيذي واللجان المتخصصة لتنفيذ القرارات والتنسيق مع أجهزة الاتحاد كالبرلمان الإفريقي ومحكمة العدل الإفريقية”.
ويتولى نائب الرئيس، أيضا، مهمة التنسيق بين الأعضاء المفوضين، وينوب عن رئيس المفوضية في حالة غيابه، ويقوم أيضا برفع التقارير للمجلس التنفيذي حول البرامج والمبادرات.
وبخصوص الهيكل التنظيمي للمفوضية، يتكون من 10 أعضاء، يتقاسمون مجالات مثل السلم والأمن، التنمية الاقتصادية، الشؤون السياسية وغيرها.
إفريقيا تحتضن جزائرها
انتخاب الجزائر لهذا المنصب الهام، يعكس قناعة الأفارقة بأن هذه المناصب يجب أن توكل لمن يدافع عن مصالح القارة، والجزائر رفعت السقف عاليا في هذا الخصوص.
علاوة على ذلك، يركز برنامج الجزائر، على تعزيز الشراكات مع المؤسسات الإنمائية الإفريقية كبنك التنمية الإفريقي والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد ووكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية “نيباد” باعتبارها جهات رئيسية لتمويل المشاريع.
وتهدف الجزائر عبر هذا الانتصار الدبلوماسي الكبير، إلى تحقيق رؤية أجندة 2063 “قارة متكاملة ومزدهرة وسلمية .. مؤثرة دوليا”، بشعار “وحدة، رخاء مشترك وسلام”.
للإشارة، فقد فازت سلمى مليكة حدادي، سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا وممثلتها الدائمة لدى الإتحاد الإفريقي، بمنصب نائب رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، بعد أن حصلت على الثلثين من الأصوات اللازمة للفوز، أمام المرشحات الأربع من إقليم شمال القارة، وهن من مصر وليبيا والمغرب.
وبعد أن حازت سلمى مليكة حدادي على 33 صوتا، تحل مليكة حدادي محل مونيك نسانزاباغانوا من رواندا التي انتهت فترة ولايتها.
مسيرة حافلة
وتعتبر مليكة حدادي دبلوماسية مُحنك، لديها خبرة تجاوزت العقدين من الزمن لصالح السلام ووحدة القارة، كما أن خبرتها المهنية الغنية ومهاراتها القيادية ورؤيتها الإستراتيجية وفهمها للقضايا القارية والدولية تجعلها تجسد حقا تطلعات القارة إلى السلام والوحدة والتنمية المستدامة.
كما أثبتت طوال مسيرتها المهنية مهاراتها في التفاوض مع الدول الأعضاء والمنظمات والشركاء الإقليميين والدوليين.
وتميزت حدادي بكفاءتها في إدارة المهمات الدبلوماسية المعقدة من خلال تمثيل الجزائر وإفريقيا على أفضل وجه في المفاوضات وعمليات صنع السياسات ذات الأهمية العالية.
