اتهم عبد الرحمان بلعياط المنسق السابق للمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، الأمين العام للحزب، عمار سعداني بالتمسك بالأمانة للحزب من أجل حماية نفسه من “مخاطر تهدده”.
واعتبر بلعياط في حديث لـ “سبق برس” أن غياب قيادة الحزب في الفترة الأخيرة عن إبداء مواقفها في الساحة السياسية يعود إلى” احتكار ” الأمين العام للحزب تمثيل التشكيلة السياسية والتصريح بها، قائلا “إن سياسية الإنفراد بالحزب التي ينتهجها سعداني ستؤدي بالجزائر للهلاك”، ويرجع ذلك إلى رغبة سعداني في حماية نفسه من مخاطر تهدده دون أن يكشف طبيعتها، بينما ينفي عن نفسه ومجموعته الغياب ويصر على أنهم ” موجودون من خلال النشاطات والمحاضرات والخرجات واللقاءات لتمثيل الحزب في كل القضايا التي تهم الشأن العام.”
ويصف وزير التجهيز السابق نفسه بـ”المقاوم” للأخطار التي تهد حزبه والبلد، ويبرر إصراره رفقة مجموعة من قدماء الحزب على مواجهة سعداني بكون “شرعية المؤتمر التاسع لا زالت قائمة”، ويشدد بلعياط في حديثه على عدم إعترافه بنتائج المؤتمر العاشر مستندا إلى الخروقات التي يقول أنها رافقته، خصوصا عدم قيام رئيس الحزب أو اللجنة المركزية بأي خطوة في هذا الاتجاه وهم المخلولون قانونا باستدعاء المؤتمر للانعقاد، ويضيف في هذا السياق ” وزير الداخلية السابق، الطيب بلعيز قام بخرق القانون ولقد قدمنا ملفا كاملا لمجلس الدولة من أجل إيقاف هذا الباطل والدوس على قوانين الجمهورية.”
ويجيب بلعياط بنرفزة عن حقيقة دعم مؤسسات الدولة للواقع القائم في البلد، وخصوصا رسائل التهنئة التي تلقاها سعداني من الرئاسة وقيادة الأركان وبعض المؤسسات السيادية في الدولة فيقول “أجهزة الدولة تتعامل مع جبهة التحرير كحزب كبير له وجوده، صحيح يقع أحيانا سوء تقدير من بعض الجهات ولكن ما يحدث هو تعامل مع الافلان وليس سعداني “، وفي قضية انضمام وزراء الحكومة إلى اللجنة المركزية يتساءل بلعياط “متى كانت الحكومة تعطي شرعية لقيادة الافلان ؟”، ويذهب بلعياط بعيدا في هذه النقطة في قوله “الأفلان موجود في الحكم منذ فجر الإستقلال ولم يغب عنه إلا لسنوات مطلع التسعينات، وهو من يعطي الشرعية للحكومة وأعضائها وليس العكس.”
وقال بلعياط الذي يصف نفسه بأحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني “إن سعداني يكتسب قوته من تخاذل بعض أعضاء اللجنة المركزية وتهاون قيادات في الحزب عن الوقوف في وجهه”، وهو ما أدى -حسبه – إلى تغلغل أصحاب المال إلى صفوف الحزب.
وفي المحصلة فإن بلعياط يرى أن “أزمة الأفلان مفتعلة”، دون أن يكشف عن الجهات التي تغذي هذه الأزمة، ومن جهة أخرى تفاءل بلعياط بقرب إنفراج الأزمة قائلا : ” وجودنا في مقر الأبيار، وعدم اصطفاف أسماء تاريخية مع سعداني ، على غرار محمد الصالح يحياوي وبوعلام بن حمودة، واستمرارنا نحن في المقاومة ينطلق من قناعتنا أن المسألة مسألة وقت.”