كشف النجم السابق لمولودية الجزائر سنوات الثمانينات ناصر بويش في حوار خصّ به موقع “سبق برس” الأسباب التي جعلت فريقه السابق يُقصى من الدور ربع النهائي لمسابقة رابطة أبطال إفريقيا أمام أورلاندو بيراتس الجنوب الإفريقي، متوقعا في الوقت ذاته تراجع رئيس مجلس إدارة المولودية محمد حكيم حاج رجم عن استقالته.
كما أوضح المهاجم الأسبق لـ”الخضر”، العوامل الحقيقية التي جعلت شباب قسنطينة يحسم تأهله للدور نصف النهائي لكأس “الكاف” أمام اتحاد العاصمة، معربا عن أمله في أن يتمكن أرشبال خير الدين مضوي من حصد اللقب.
ما تعليقك على إقصاء مولودية الجزائر من الدور ربع النهائي لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا ؟، هل كنت تتوقع هذا الإقصاء ؟
أداء المولودية كان ممتازا خلال مباراتي الذهاب والإياب أمام أورلاندو بيراتس، لكن في كرة القدم وخاصة في مرحلة الإقصاء المباشر يجب أن تسجل الأهداف، وهو ما نجح في الوصول إليه ممثل جنوب إفريقيا الذي تمكن من تسجيل هدفه الوحيد بملعب 5 جويلية خلال مباراة الذهاب، وحافظ عليه خلال مباراة الإياب في جوهانسبورغ، بدليل اعتماده على اللعب بكتلة دفاعية مع تمركز جيد وغلق للأطراف والتصدي لهجمات لاعبي المولودية.
يمكن القول أن لاعبو المولودية قدموا مستوى جيد، لكنهم لم يحسنوا الحسم في منطقة عمليات المنافس، إذ أن الجانب التكيتيكي كانوا حاضرين باستثناء الجانب البدني الذي كانت تنقصه بعض الأمور للمضي لقلب موازين المباراة بالوصول إلى شباك منافس الخصم.
كما أن الجانب الذهني للأندية الجزائرية يبقى هو الآخر بحاجة إلى تحضير خاص، بالنظر إلى أن لاعبيها بمجرد خوضهم للمنافسات الإفريقية ووصولهم إلى الأدوار المتقدمة يصطدمون بواقع آخر ومستويات عالية ومنافسين لديهم من الإمكانيات العالية والشاملة في مختلف الجوانب.
في رأيك، ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك ؟
الأندية الجزائرية مُطالبة بالبحث عن الأسباب الحقيقية وراء الإقصاءات المتكررة في ربع النهائي، أعتقد مستوى الدوري الضعيف هو السبب فهناك 5 أو 6 فرق فقط التي تملك مستوى وأما باقي الأندية فهي ضعيفة.
رئيس الفريق حكيم حاج رجم أكد في تصريحات صحفية بأنه مستقيل، ما تعليقك حول ذلك ؟
الإقصاء هو السبب الذي جعل حاج رجم يتكلم بهذا الشكل، خصوصا عندما تذهب لأدغال إفريقيا وتقصى بتلك الطريقة القاسية، حاج رجم كان يتوقع التأهل للنصف النهائي والنهائي، ولم يستطيع تحقيق حلمه في الفوز باللقب الإفريقي وهو ما جعله يدلي بهذه التصريحات، خصوصا بعد السفرية الطويلة من جنوب إفريقيا، إذ أن العمل في المولودية سنة يضاهي العمل 5 سنوات في أندية أخرى في ظل الضغط الكبير الموجود.
إضافة إلى أن جميع الأندية حينما تلعب أمام المولودية وكأنها تخوض لقاء الموسم بالنسبة لها، لذا المهمة دوما صعبة وليست بالسهلة، وهذا لا يمنع من القول أن هناك أشياء إيجابية منها أن المولودية فازت بلقب البطولة وعادت للمنافسة الإفريقية وقدمت أداء مشرف بصفة عامة في دور المجموعات وحتى في ربع النهائي، رغم كل النقائص في بعض الجوانب.
ويبقى اهم شيء الذي يجب أن يكون في المولودية، هو ضرورة أن الإحاطة بأشخاص يعرفون النادي وتقاليده وليس في الاستعانة بالغرباء، ولذا أعتقد أن حاج رجم سيتراجع عن قراره ولما لا تحقيق التتويج الثاني على التوالي الذي لم يأتي منذ سنوات السبعينيات.
هل تعتقد أن المولودية قادرة على الحفاظ باللقب للموسم الثاني على التوالي، خاصة بعد الإقصاء من منافستي كأس الجزائر ورابطة أبطال إفريقيا ؟
المولودية تتصدر الدوري وتملك فارق معتبر عن الملاحقين، أظن أن كل الفرق التي تتواجد خلف المولودية ستلعب بكل قوتها للوصول إلى احتلال مراتب في البوديوم، رأينا كيف عاد شباب بلوزداد بالفوز من الساورة إلى جانب شبيبة القبائل التي التحقت بالبوديوم وحتى اتحاد العاصمة المطالب بالعودة بقوة.
والمولودية تمتلك حظوظا كبيرة والأهم أنه ينبغي على اللاعبين رفقة الطاقمين الفني والإداري نسيان مرارة الإقصاء من رابطة أبطال إفريقيا، لأن هناك بطولة محلية هامة يجب الفوز بها لأجل ضمان مشاركة قارية مرة أخرى في رابطة الأبطال التي يجب أن نلعبها في كل موسم، إذ أن المولودية تملك مجموعة من اللاعبين الممتازين المطالبين بتسيير المرحلة القادمة والحرص على التتويج بلقب البطولة.
شاهدنا تأهل شباب قسنطينة إلى الدور نصف النهائي لكأس “الكاف” على حساب اتحاد العاصمة، ما تقييمك للمباراة من الناحية الفنية ؟
أظن أن الجانب الذهني صنع الفارق، المدرب خير الدين مضوي كشف عن رغبته في التأهل في الندوة الصحفية التي سبقت اللقاء رغم أنه تعادل على أرضه بنتيجة إيجابية وعرف كيف يحفز لاعبيه ذهنيا، في ثلاثة أشواط الأولى كان اتحاد العاصمة هو الأقرب للتأهل، لكن في الشوط الأخير شاهدنا النادي القسنطيني يعود في اللقاء حيث عرف كيف يصل للشباك من خلال الفعالية رغم قلة الفرص وعدل النتيجة وسير اللقاء وغلق المنافذ وكان مهيئ لركلات الترجيح التي منحت له التأهل.
كما أن التغييرات التي قام بها مضوي أتت بثمارها، خاصة إشراك خير الدين بوصوف، حيث عرف كيف يؤثر ذهنيا على لاعبي اتحاد العاصمة الذي لم يحضر نفسه لركلات الترجيح.
الشباب سيواجه فريق نهضة بركان المغربي في المربع الذهبي، كيف ترى حظوظه في المرور للنهائي ؟
كل شيء ممكن بدليل تتويج اتحاد العاصمة قبل موسمين، أظن أن النادي القسنطيني سيصطدم بفريق قوي وهو بطل المغرب، يجب أولا أن يؤمن الفريق بحظوظه في التأهل، كما أن عامل إجراء مباراة الإياب في الجزائر أمام أنصاره في صالح “السياسي”.
يجب تسيير لقاء الذهاب بالمغرب لتسهيل المهمة إيابا، وأظن أن مضوي يملك الخبرة في إفريقيا ويعرف كيف يتعامل مع هذا النوع من المباريات في هذه الأدوار المتقدمة، ربما يملك أشياء نحن لا نعرفها لأنه عندما تكون مدربا ومحللا فالأمر يختلف.
الشباب قوته في روح المجموعة وليس في الفرديات، وأعتقد أن دراية المدرب مضوي وطريقة إيصاله لرسالته إلى لاعبيه من شأنه أن يصنع الفارق لهذه المجموعة التي أراها ممتازة رغم فترة الفراغ التي مر بها الفريق وتراجع مردوده، إذ يجب تقديم مستوى أكثر من ممتاز.
وتبقى الحظوظ متكافئة 50/50 لكل فريق، باعتبار أن اللقاء صعب والأحسن هو من سيتأهل، ويجب أن نتقبل النتيجة فهذه هي كرة القدم.