قال وزير العدل حافظ الأختام، لطفي بوجمعة، إن السياسة العقابية الوطنية مبنية على برامج هادفة لتحقيق إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين.
وأكد بوجمعة، في كلمته خلال إعطاء إشارة انطلاق المسابقة الوطنية لحفظ وترتيل القرآن الكريم، لفائدة نزلاء المؤسسات العقابية، أن “الاستثمار في هذا المجال هو أكثر الممارسات حكمة في طريق مكافحة الجريمة ومنع العودة إليها، عن طريق وضع برامج وأنشطة إعادة التأهيل والإصلاح والتي ترتكز على التعليم والتكوين والتشغيل”.
وأشار المتحدث، إلى أن تثبيت الوازع الديني في نفوس النزلاء “يعتبر واحدا من المكونات الأساسية الداعمة لعملية إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، من خلال ما نسطره بمعية قطاع الشؤون الدينية والأوقاف من برامج دينية والتي تعد بمثابة الأطر المثلى في إعادة تقويم وتسوية سلوك المحبوس المنحرف ومرافقته في العودة إلى الحياة الاجتماعية كشخص سوي نَشِط وفعّال”.
وأضاف “الوازع الديني يحث الفرد على الاستقامة في السلوك والعمل مما يبعده عن الجريمة، وإذا استقام العبد على دين الله بدافع من إيمانه منعه من ارتكاب الجريمة”.
علاوة على ذلك، كشف وزير العدل عن تسجيل خلال الموسم الدراسي لسنة 2024/2023 نجاح 3477 محبوسًا في شهادة البكالوريا بنسبة 63,43 و 1948 محبوسا في شهادة التعليم المتوسط بنسبة 44,86 %، فضلا على ضمان مواصلتهم الدراسات العليا عن طريق جامعة التكوين المتواصل وفي إطار نظام الحرية النصفية حضوريا بالجامعات.
أما في مجال التكوين المهني –يضيف بوجمعة- فقد تم خلال الموسم الفارط تسجيل نجاح 61081 محبوسًا في 162 تخصصًا، بما يتلاءم وسوق العمل، هذا إلى جانب تشغيل المحبوسين الذي يشكل عاملا أساسيا في تأهيلهم وإكسابهم مهارات ومؤهلات مهنية.
وأكد بوجمعة أن هذه النتائج “خير دليل على المجهودات التي تبذلها مختلف قطاعات الدولة تجسيدا لسياسة إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين الرامية إلى مكافحة الجريمة والوقاية منها طوال فترة الحبس من توعية وتحسين وبرامج ونشاطات بناءة كالتعليم والتكوين والارشاد الديني والبرامج الثقافية والرياضية والترفيهية”.