النطق بالحكم غدا أمام مجلس الأغواط
يحدد مجلس قضاء الأغواط غدا 17 أوت مصير الرعية الفرنسي المتهم “بالجوسسة” ديدي فينو ، بعد أن قام دفاعه باستئناف الحكم الابتدائي لمحكمة الاغواط القاضي بإدانته بسنة حبسا نافذا و مليون دينار غرامة.
وتعود تفاصيل القضية إلى شكوى تقدم بها احد أعوان الأمن لقاعدة مشروع محطة توليد الكهرباء الضخمة، والثانية من نوعها في صحراء حاسي الرمل بولاية الأغواط حيث قام بتقديم معلومات لمصالح الدرك الوطني المكلفة بحماية عمال الشركة المختلطة للعملاقين “جينيرال الكثريك الامريكية” و اليونانية “ماثكا” ومفادها أن العامل كمهندس متابع للمشروع في نفس الشركة المدعو ديدي فينو يستعمل طائرة بدون طيار صغيرة لالتقاط صور منشأت اقتصادية و القاعدة الأمنية التي تحميهم.
20 ألف صورة بواسطة طائرة درون

وحسب معلومات إستقتها سبق برس من مصادر حضرت الجلسة العلنية التي إنعقدت الأسبوع الماضي، فإن التحقيق الذي قامت به مصالح الأمن أسفر عن اكتشاف 20 ألف صورة في جهاز التصوير المرتبط بالطائرة بدون طيار الصغيرة “Drone” الذي استعمله في أخد صور لمناطق حساسة في المنطقة الصناعية لحاسي الرمل.
وتفيد ذات المصادر أن سبعة صور فقط من بين العشرين ألف تخص الجزائر حيث يبدو أن المعني من هواة التقاط الصور.
لكن السؤال المطروح يبقى كيف أدخل “ديدي” الطائرة، إذا كان المتهم يدعي أن الطائرة بدون طيار و آلة التصوير اللتان تتمتعان بتكنولوجيا متطورة أنه أدخلهما بطريقة قانونية ومرا بجهاز الكشف عن البضائع”السكانر” بصفة عادية حسب تصريحاته في الجلسة، وهو ما يطرح عدة علامات إستفهام.
الصور التي التقطها “الدرون” حسب ما أفادت به ذات المصادر لسبق برس تشمل مواقع اقتصادية هامة في حاسي الرمل بالاضافة الى صورة لأجهزة الأمن التي تعمل على حماية عمال الشركة في المنطقة. مما كلف المتهم عاما حبسا نافدا لحيازته على معدات محضورة بالإضافة لالتقاطه صور ومشاهد جوية في مناطق محرمة.
رخصة شفهية أم تهرب من المسؤولية

صرح المتهم أمام مجلس قضاء الأغواط في جلسة المحاكمة العلنية التي جرت في العاشر من أوت الماضي انه على علاقة غير جيدة مع عون الأمن الذي بلغ عنه للدرك الوطني في المنطقة و أن الصور التي التقطها كانت بعلم من أعوان الأمن لكن ما إدعى هو أنها “الرخصة الشفهية” تمكنه من التصوير الجوي لمنشآت اقتصادية إستراتيجية بالنسبة للجزائر لا يملك أي وثيقة تثبتها.
كما استند المتهم إلى الصور التي التقطها من قبل في مشاريع أخرى عبر الوطن و التي لم يتم تجريمه عليها حيث أظهر في ذات الجلسة العلنية بندا في العقد الذي يجمعه مع الشركة المختلطة التي تعمل لصالح سونالغاز يكمن في وجوب تقديم صور عن تقدم المشروع في مهامه المتمثلة في متابعة الأشغال.
سحب جواز سفر تعتبره عائلته إقامة جبرية
أطلقت عائلة المتهم بالجوسسة وأصدقاؤه في فرنسا حملة لإطلاق سراحه، مدعين أن ديدي فينو يخضع “للإقامة الجبرية”، إلا أن المعني ليس رهن الحبس المؤقت ولا تحت الإقامة الجبرية بل سحب منه جواز السفر فقط احترازيا من اجل تجنب تهربه من العدالة الشيء الذي يعتبر إجراء قانونيا عاديا في مثل هذه القضايا.
فالعمال الأجانب في قواعد الحياة الجنوبية و لدواعي أمنية لا يمكنهم الخروج منها بدون جواز سفر، وهي فقط حجة استعملها المتهم للضغط على فرنسوا هولند، الرئيس الفرنسي من اجل التدخل في قضيته المطروحة أمام العدالة الجزائرية.
و يكتب الساهرين على حملة ” من أجل عودةديدي فينو إلى فرنسا” في الرسالة الموجهة للرئيس الفرنسي ووزيره للخارجية لورون فابيوس و التي تحصلت سبق برس على نسخة منها أن “ديدي” مظلوم و محتجز أكثر من سبعة أشهر.
في سياق آخر لام المتهم الشركة الأمريكية جينيرال الكثريك لتخليها عنه في هذه القضية و ذكر في رسالة من 179 صفحة وجهها سابقا للصحافة ان شركة “ألستوم” الفرنسية التي عمل معها في مشروع مشابه في ولاية غيليزان سنة 2013 لم تكن لتتخلى عنه بهذه الطريقة لو مازال يعمل معها.