أطلقت “إنستغرام” التابعة لمجموعة ميتا ميزات واستراتيجيات عدة خلال الأيام القليلة الماضية لمحاولة جذب صانعي المحتوى ومستخدمي “تيك توك” الذين قد يُحرمون من هذا التطبيق في الولايات المتحدة.
وبعد الإعلان رسمياً عن إطالة مدة مقاطع الفيديو المسموح بنشرها، وإدخال أداة تحرير جديدة، بدأت “ميتا” أخيراً، ومن دون ضوضاء كبيرة، اعتماد نظام لدفع أموال لصناع المحتوى الذين يبنون جمهوراً كبيراً على “تيك توك”، مع مكافآت بآلاف الدولارات، بحسب تقرير نشره موقع “ذي إنفورميشن” الأربعاء الماضي.
وقال الموقع المتخصص في أخبار التكنولوجيا نقلاً عن مصدر مجهول إن “ممثلي شركة “ميتا” اتصلوا بصنّاع المحتوى، وعرضوا عليهم مبالغ تتراوح بين 10 آلاف دولار و50 ألف دولار شهرياً (…) لنشر مقاطع الفيديو الخاصة بهم حصرياً على إنستغرام قبل طرحها على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى”. وبالإضافة إلى الوصول إلى برنامج المكافآت المالية مقابل المحتوى، يمكن لهؤلاء كسب “ما يصل إلى خمسة آلاف دولار على مدى ثلاثة أشهر لنشر مقاطع الفيديو الخاصة بهم على فيسبوك وإنستغرام”.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يؤكد ناطق باسم “ميتا” هذه المعلومات، لكنه تطرّق ببساطة إلى البرنامج الرسمي الذي أطلقته المجموعة الأميركية العملاقة هذا الشهر “لمساعدة صنّاع المحتوى على تيك توك المؤهلين لتسريع نموهم على تطبيقاتنا”.
كذلك، أعلن رئيس “إنستغرام” آدم موسيري، السبت، أن الـ “ريلز”، خدمة المقاطع القصيرة المستنسخة من “تيك توك”، بات من الممكن أن تمتد لثلاث دقائق بدلاً من 90 ثانية، وهو الحد الذي حُدّد سابقاً منذ أكثر من عامين.
كما كشف الأحد عن تطبيق جديد لتحرير الفيديو يدعى “إيديتس”، سيكون متاحاً بدءاً من فيفري على هواتف آيفون. ويأتي إطلاق التطبيق في وقت اختفت فيه أداة التحرير الرئيسية في تيك توك “كاب كات” أيضاً من متاجر تطبيقات الأجهزة المحمولة في الولايات المتحدة لأنها مملوكة لـ “بايتدانس”. ويمكن للمستخدمين الذين لديهم بالفعل “تيك توك” و”كاب كات” الاستمرار في استخدامهما في الوقت الحالي، ولكن لا توجد تحديثات جديدة.
ويبدو مستقبل “تيك توك” في الولايات المتحدة مجهولاً. فقد أقر الكونغرس الأميركي قانوناً يأمر شركة بايتدانس الصينية، المالكة المنصةَ، ببيعها لشركة أمريكية تحت طائلة الحظر في الولايات المتحدة، باسم حماية الأمن القومي الأميركي. وكان الموعد النهائي لهذه الغاية الأحد، وقد ظل التطبيق معطلاً لساعات، لكن دونالد ترامب، الذي تولى الرئاسة مجدداً الاثنين، منحه 75 يوماً إضافياً.
وقال موسيري إن “أموراً كثيرة تحدث في الوقت الحالي، ولكن مهما كان الأمر، فإن وظيفتنا تقوم على توفير أفضل الأدوات الممكنة لصناع المحتوى”.
من جانبها، علّقت المحللة في شركة “إي ماركتر”، جاسمين إينبرغ بالقول إن “ميتا تحاول الاستفادة من حالة عدم اليقين المحيطة بتيك توك منذ أشهر، وقد انتقلت جهودها لجذب صانعي المحتوى على تيك توك من الخفاء إلى العلن”، لكنها ترى أن الميزات الجديدة “لن تكون كافية لجذب” متابعي “تيك توك” المخلصين، خصوصاً أنّ “كثراً منهم منزعجون بالفعل من خطوات ميتا للتحالف مع إدارة ترامب”.