جني الزيتون في منطقة القبائل … تقاليد يتوارثها الأجيال
اعتاد رجال منطقة القبائل الكبرى على تنظيم عادة ” الوزيعة ” لترسيخ قيم التعاون فيما بينهم ، حيث يجتمعُ أعيان و مشايخ القرية في مكانٍ خاصٍ بهم يدعى “تاجماعت” ، أين يقومون بتبادل أطراف الحديث و أخذ المشورةِ من كبار “الدشرة” و ذلك بصدد إقامة وليمة كبيرة يجتمع فيها الفقراء و الأغنياء في مكان واحد ، فهنا حتما لا مجال للتفريق بين أحد ! ؛ “تيمشرط” و التي يبدأ التحضير لها بتنظيف الشباب للساحة الرئيسية في القرية ، ثم تليها عملية جمع أموال و صدقات المحسنين من أثرياء القرية فيُشترى بثمنها عدد معتبرٌ من الخرفان التي تسدّ حاجياتهم . و لمّا يحين موعد الذبح يتجمع كل أعيان القرية في مكان واحدٍ يشكرون فيه الله بالصلاة و الدعاء على نعمه التي لا تُحصى ؛ بعدها يتّم مباشرة توزيع اللحوم بعد تقسيمها بكميات متساوية و إعطاء لكل عائلة نصيبها بما فيهم الأثرياء ، كما تقوم النسوة الحرائر في نفس الوقت بتحضير مجموعة من الأطباق التقليدية التي تشتهر بها المنطقة إحياءا لعاداتهم و يسألون الله أن يزيدهم من فضله و يرزقهم من خيراته أعواما أخرى . ممّا لا شك فيه أن أصالة بلاد القبائل ، أصالةٌ مُتجذرةٌ من عمق التاريخ ، من عمقِ التمسك بالعادات و التقاليد و الحفاظ عليها من ثقافة الإندثار التي خلِّفتها رياحُ المعاصرة ، فلا زالت مظاهرُ الأُلفة، المحبة و التعاون بين السٌكانِ قائمةً تروي لنا قِصصًا و حكايا من روح الزمن الجميل .