شرف الاستقالة

PLAY

في الدول والأمم التي تحترم نفسها يقوم المسؤول بتقديم استقالته إلى مرؤوسه، حين يجد نفسه عاجزا عن الدفاع على قناعاته في منصبه، مفضلا العودة إلى بيته على المشاركة في تبعات قرارات تعاكس مبادئه، بعكس المسؤول في العالم المتخلف الذي يضل جاثما في منصبه ولو حل الخراب بمؤسسته او بوطنه.

لا تتنازل عن مبادئك وقناعتك وان كنت وحدك، هذا لسان حال وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا التي قدمت استقالتها للرئاسة الفرنسية وغادرت الحكومة على دراجة هوائية، تعبيرا عن رفضها لمشروع قانون يتيح سحب الجنسية الفرنسية من حاملي الجنسيتين المتورطين في عمليات إرهابية، فهل سمعنا أو قرءنا عن مسؤول جزائري استقال تضامنا مع مواطنين يزعم الدفاع عنهم.

من الناذر أن تجد مسؤولا جزائريا واحدا، يؤمن بضرورة تقديم استقالته، حين يجد نفسه مرغما على تنفيذ قرارات لا تمت بصلة لقناعاته، مفضلا الحفاظ على منصبه والتمتع بامتيازاته على الانسحاب بشرف، وان اضطر للانقلاب على تصريحاته ومبادئه بـ 180 درجة، بل وتجد احدهم يسفه مرؤوسه زمنا ويعتبر عقله ارجح من عقول كافة الجزائريين زمنا آخر.

على كثرت القرارات والسياسات المجحفة في حق الجزائريين، والتي عادت بالبلاد إلى نقطه الصفر رغم الإمكانيات المادية والبشرية التي يزخر بها، لم يحصل ان خرج وزير أو ابسط مسؤول معربا عن تحمله مسؤولية الإخفاق، لأنه يعلم ان الترقية والتعيين نخضعان لمعايير أبعد ما يكون عن الكفاءة والمسؤولية. فآلتغادروا دون رجعة ولو في سياراتكم الفخمة او حتى فوق طائراتكم الخاصة الى الضفة الاخرى عشقكم الأبدي.