أرقام صادمة ونسب مرتفعة جدا للإصابة بالخرف، أظهرتها دراسة حديثة في شهر مارس 2025، فقد خلصت الدراسة إلى أن وحدة المسنين تزيد احتمال إصابتهم بالمرض بنسبة 111.7 بالمائة، إضافة إلى أخطار صحية أخرى.
ونشرت مجلة “الوقاية من الزهايمر” التي تحمل تصنيف “Q1” في دراسة حديثة لها نشرت خلال شهر مارس الماضي، أن 111.7 بالمائة هي نسبة احتمال الخرف لدى المسنين الذين يشعرون بالوحدة، فيما تزداد احتمال الخرف لدى المسنين المنعزلين اجتماعيا بنسبة 91.5 بالمائة.
واستمرت هذه الدراسة لمدة 20 عاما بمشاركة دكاترة في الطب وباحثين من مختلف الدول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، وكندا، حيث درسوا فيها العلاقة بين الشعور بالوحدة وتدهور الوظائف المعرفية لدى أكثر من 7 آلاف مسن متوسط أعمارهم 72 عاما.
ووجدت الدراسة أن معدل تدهور الوظائف المعرفية زاد لدى المسنين المنعزلين والمسنين الذين يشعرون بالوحدة بنسبة 19.62 بالمائة.
ووفقا للدراسة، فإن العزلة الإجتماعية والوحدة تسببان للمسنين تغيرات جسدية، وهذا مثبت في دراسات أخرى، فقد زادت مستويات “الكورتيزول”، ونشطت الغدة النخامية-الكظرية، وارتفعت المعدلات الإلتهابية.
ويتسبب “الجفاء” في أخطار صحية حقيقية تشمل التدهور الوظيفي، انخفاض القدرات الحركية، ضعف الأداء البدني، وتسريع التراجع المعرفي، وهي أخطار أثبتتها مراجعة علمية نشرت عام 2023 في المجلة العلمية “أبحاث التمريض لكبار السن”، وهي ذات مصداقية علمية متوسطة.
وشملت المراجعة تحليل 47 دراسة بحثية، أجريت على أكثر من 262 ألفا تتراوح أعمارهم ما بين 65-90 وينتمون إلى 15 دولة.
وأوصت تلك الدراسات بالبحث عن أساليب وطرق ذكية لتقليل عزلة المسنين بأكبر قدر ممكن من خلال التواصل المستمر معهم والبحث لهم عن أنشطة اجتماعية مناسبة، لأن هذه العزلة ليست مجرد حالة نفسية، بل لها تأثيرات صحية خطيرة، ولابد من الجد فيها، والهم هو إيجاد طرق لكسر هذه العزلة.