قوجيل: الشباب هم القوة التي تُعول عليها الجزائر

PLAY
©
سبق برس

ألقى رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، اليوم الخميس، في قاعة المحاضرات بمقر ولاية الجزائر، محاضرة تحت عنوان: “الشباب الجزائري، فاعل مركزي في بناء الجزائر الجديدة المنتصرة”، في إطار إحياء الجزائر للذكرى الـ 63 لعيد النصر.

واستعرض قوجيل، الأجواء التاريخية التي سادت الجزائر بعد نهاية حربها التحريرية وانتصارها على الاستعمار الفرنسي الذي عاث فسادا في البلاد طيلة 132 سنة، والتحضيرات التي سبقت تنظيم استفتاء تقرير المصير.

كما تطرق إلى التحديات العصيبة التي ميّزت مرحلة ما بعد الاستقلال وجهود بناء الجزائر الحرة المستقلة، في ظل محاولات الاستعمار لإبقاء سيطرته على الجزائر بطرق متعددة.

رسائل قوجيل 

استعرض قوجيل خلال محاضرته، تفاصيل تتعلق بمؤتمر طرابلس الذي انعقد للفصل في كيفية بناء جزائر ما بعد الاستقلال، مُذكرا بالمخططات الاستعمارية الدنيئة، الرامية إلى إنشاء ما سُمي بالقوة المحلية، لتعويض جيش التحرير الوطني، وهو الأمر الذي حاربه أعضاء جيش التحرير الوطني، وأبقوا على “جيش التحرير الوطني” ليتسمى “بالجيش الوطني الشعبي” بداية الاستقلال، من أجل أن يكون مرتبطا دوما وأبدا بالشعب والوطن.

وفي معرض حديثه، أكد قوجيل على أن الشعب الجزائري خاض حربا مباركة ضد الاستعمار الفرنسي وليس ضد الشعب الفرنسي، مُشيرا إلى أن استعمار الجزائر كان استيطانيا غايته إبادة الشعب الجزائري وتعويضه بشعب أوربي مسيحي، لذلك لم يكن سهلا استعادة الأرض والدين والهوية.

صالح قوجيل، أكد في محاضرته أن ثورة نوفمبر انتصرت بفضل الوحدة الوطنية التي جمعت كل فئات الشعب بكل انتماءاته تحت راية واحدة، وبفضل قوة الجبهة الداخلية المشبعة بالقيم النوفمبرية الخالدة، مؤكدا أن تجاوز الخلافات حين يتعلق الأمر بمصلحة الوطن هو من شيم الجزائريين، وأن وحدة الشعب هي من فصلت في حرب الرمال عام 1963 والتي أراد فيها المغرب نهب جزء غال من أرضنا، مستغلا ما ظنه خلافات وضعف لدولة مستقلة حديثا.

ودعا رئيس مجلس الأمة، وسائل الإعلام الوطنية إلى الاصطفاف خلف الوطن لحمايته من القوى الخارجية التي لا تريد الخير للجزائر.

وأضاف “معركة الإعلام اليوم أكثر تأثيرا من معركة الأسلحة، يجب على الإعلاميين الوقوف كرجل واحد ضد التحديات الإقليمية والدولية”.

 

العمل الجماعي .. أساس الحكم في الجزائر

خلال المحاضرة، تطرق صالح قوجيل إلى مراحل استعادة السيادة الاقتصادية الكاملة على موارد الثورة في الجزائر عبر عمليات التأميم.

وأكد رئيس مجلس الأمة، بأن أساس الحكم في الجزائر كان ولا يزال العمل الجماعي الذي قامت عليه ثورة نوفمبر، وأساس سياستها الخارجية هو الثبات على مبدأ عدم الانحياز ومناهضة الاستعمار ودعم حق الشعوب في تقرير المصير.

كما استذكر المتحدث ذاته، الرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيد النصر، وما تضمنته من عبارة عميقة ومعبرة: “نحن لا نساوم بدم الشهداء”، مؤكدا أنها اختزلت سياسة الدولة الجزائرية تجاه علاقاتها الخارجية حاضرا ومستقبلا، وأكدت أن وصية الشهداء “اتهلاو في الجزائر” لم تذهب سدى.

علاوة على ذلك، أكد قوجيل أن الشباب هم القوة التي تُعول عليها الجزائر في عالم يشهد تغيرات جذرية متسارعة، وأن الإبقاء على مكانة الجزائر رائدة بين الأمم يتطلب جبهة داخلية قوية تنصهر فيها الخلافات ويتقاسم فيها الشعب نفس المفاهيم والأهداف ويكون فيها الجميع على قلب رجل واحد.