لماذا الجزائر “حية”.. لكن السياحة “ميتة”؟

PLAY

والله صراحة السؤال محرج، وكثيرا ما سمعته من أصدقاء أجانب وزملاء عمل عرب وعجم، فلا أجد جوابا مقنعا.. أستجمع أفكاري وأنا أتحدث إليهم وأحاول شرح المعضلة.

هذا هو رأيي في الموضوع بصراحة:

كانت السياحة إلى غاية فترة الثمانينات ناجحة، وكانت السياحة كغيرها من القطاعات، مجالا “مجندا” يتبع سياسة الحزب الواحد، فكانت السلطة تدعم السياحة فعلا وقولا، حتى بالفن.

كانت فيلم “عطلة المفتش الطاهر” ويومياته مع “لابراتني” دليلا ملموسا على دور السينما والثقافة في دعم السياحة.

ثم جاء جنون الإرهاب..

تحولت معه الغابات الجميلة إلى مدافن لجنود الجيش والإرهابيين.

كان قائد الإرهابيين آنذاك مدني مزراق يقول: لم نكن في الجبال نصطاد العصافير!!

وللمفارقة، أجمل جبال الجزائر تحولت إلى معقل للإرهابيين، جيجل وتيزي وزو!!

بوضوح حسب رأيي، أثرت أزمة الإرهاب وحفلة الدمار الذاتي، في السياحة وكل ما يتصل بها. جاءت عمليات اختطاف السياح في الصحراء ومنطقة القبائل لتعقد الوضع وتجعل السلطات تلعن السياحة، أرض جو وبحر.

هل فقط الإرهاب هو سبب الاهتمام بالسياحة.. بالطبع لا.

هناك سبب جلي، وهو اعتماد الحكومة على موارد البترول لتسيير شؤون البلاد.. هذا واقع مستمر إلى اليوم للأسف.

الآن، أعتقد أن السياحة ممكنة، ولكنها تحتاج إلى ثقافة قبول السائح خاصة الأجنبي الغربي.. السياحة سلوك يقوم على تقديم الخدمة وإرضاء السائح.. إذا كانت هذه الثقافة غائبة أو مرفوضة، فلن تكون هناك سياحة.

بقي هناك حل وحيد وهو تنظيم رحلات موجهة Guided Visits تتكفل فيها جهة ما، بمجموعة سياح، يحددون هم الوجهة وتتكفل الجهة المنظمة بباقي التفاصيل.. هذا معناه توقع أعداد محدودة وليس سياحة عالمية..

هل نبدأ؟ أعتقد أن هناك من بدأ فعلا لكنهم يستحقون مرافقة من وزارة السياحة، بل ومن أعلى السلطات.

* الصورة من ولاية جيجل لمن يريد زيارته