“محاولات يائسة لتسميم العلاقات بين الجزائر وتونس”

“محاولات يائسة لتسميم العلاقات بين الجزائر وتونس” zoom
©
سبق برس

سقطت في الماء مخططات عديد الأطراف خصوصا وسائل إعلام في الخارج وتحديدا في فرنسا  لاستغلال تداعيات حادثة تهريب أميرة بوراوي للتأثير على العلاقات بين الجزائر وتونس.

وبرزت في وسائل الاعلام الفرنسية منذ بداية الأسبوع سردية حاولت التغطية على الخرق الدبلوماسي والتواطؤ  في تهريب الرعية الجزائرية خارج الحدود انطلاقا من تونس، من خلال حصر الاشكال بين الجزائر وتونس ورسم سيناريوهات تستهدف بطريقة مكشوفة العلاقة بين الجزائر وتونس والزج باسم قيس سعيد رئيس تونس كطرف رئيسي في المشكلة.

التفطن السريع للمخطط الفرنسي، دفع الجزائر لنشر غسيل المخططات الصادرة عن لوبيات في باريس التي وزعتها بدورها إلى وسائل إعلام في دول أخرى، وهو ما أكده وزير الاتصال محمد بوسليماني خلال مشاركته في فوروم الإذاعة الوطنية، يوم الإثنين، في قوله إن “الرئيس تبون تفطن للأمر وحرص على تأكيد قوة العلاقة بين الشعبين الجزائري والتونسي وبين سلطات البلدين.. العلاقات الجزائرية التونسية متينة، ولن تزعزعها مثل هذه الشطحات الإعلامية”.

لتليها مكالمة هاتفية أجراها الرئيس تبون مع  نظيره التونسي قيس سعيد، في إطار التأكيد على قوة العلاقات وصلابتها بين البلدين الشقيقين.

ويتضح أن فرنسا لم تتعلم الدرس بعـد، بمحاولتها الشقاق بين الأشقاء الذين جمعتهما الدماء في مواجهة الاستعمار الفرنسي وأحداث ساقية سيدي يوسف التي أحيت الجزائر وتونس ذكراها الـ65 قبل أيام، إشهادا تاريخيا على متانة العلاقة وأواصر الأخوة التي تجمع البلدين.

وفي ذات الصدد، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3، محمد خوجة أن العلاقة الجزائرية-التونسية ضاربة في عمق التاريخ، معتبرا أنهـا من ثوابت العلاقات العربية والإفريقية.

ووصف خوجة في تصريح لـ “سبق برس” محاولات المساس بالعلاقات بين الجزائر وتونس بـ “اليائسة”، بالنظر للإمتداد الذي تعرفه العلاقات والمواقف التاريخية التي تجمع البلدين، معتبرا أن هذه العلاقات الدبلوماسية أكبر من أن تُؤثر عليها محاولات يائسة صادرة عن أطراف معلومة الأهداف والمقصد.

وأشار المتحدث إلى أن الحيوية التي تشهدها الدبلوماسية الوطنية منذ وصول رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى سدة الحكم، دفعت هذه الأطراف للتشويش على الجزائر التي باتت مواقفها الدولية المشرفة تزعج بعض الدوائر، قائلا إنها ستفشل لأن إحداثيات تحرك الدبلوماسية الجزائرية تتحكم فيها المبادئ وليس الإملاءات الخارجية.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن السلوكيات التي يكرسها الإعلام الفرنسي للتغطية على السلوك الأرعن لباريس بتعديها على سيادة دول، امتداد لتجربته الكبيرة في تكريس مثل هذه السلوكيات للتغطية كذلك على التدخل الفرنسي في إفريقيا والذي قال إنـه في انحصار وتردي مستمرين.