مفاهيم و ملابسات

PLAY

اللبس في المفاهيم نتج عنه اختلال في الممارسات لان السلطة التي تحكم تعتبر نفسها حكومة و هي ليست كذلك، لأن الحكومة ، المفروض أن تتكون من أعضاء تولّوا المقاليد بناء على برنامج صادقَ عليه شعبٌ بانتخاب شفاف، أما و أن الوزير يعتلي الكرسي عقب مكالمة هاتفية، ودون أن يُعرف عنه برنامج أو خطة ينوي تطبيقها، أو تنظير ينتظر تطبيقه.
شخص لا نعرف المؤهلات التي مكّنته من الاستوزار و هو الآخر لا يعرف صاحب الفضل عليه، وزيرٌ كل عمله يقتصر على عدم إغضاب أحد، مهما كان منصبه متدنيا، يقضي وقته يستمع متجنبا الأضواء التي قد تفضح مستواه.
الحكومة لديها التباس في كونها تعتبر نفسها هي الدولة و معارضو الحكومة يسيؤون إلى الدولة و رموزها و هم يعتقدون أنهم يُضايقون أعضاء الحكومة.
في المحصلة، الذي يفقد هيبته هو منصب الدولة، سواء كان في الرئاسة أوفي الوزارة، إذ أصبحنا نتندر في رئاسة الحكومة في شخص مهرج أضحوكة ونستحي في الخارج أن نذكر رئيسنا، لأن لا أحد ممن اعتلى السدنة يمكن أن “يُعمّر العين”.
السلطة صنعت منه حاكما و هو في هذه يلتقي مع الفكر الجمعي الجزائري الذي لم يفرق بين “سيد الحاكم في بيرو عرب” و بين والي الولاية، فكان ذلك العَداء المستفحل بين الحاكم و المحكوم.