يبدو أن العاهات التي خلقتها خليدة تومي في جسد الثقافة الجزائرية إبان عهدتها في وزارة الثقافة، أصبحت أكثر من ملزمة لاحقا، سيما اعتبار الكاتب الجزائري المبدع باللغة العربية والمقيم في الجزائر هو كاتب من الدرجة الثالثة إن لم نقل من الدرجة “X”. هذا ما تأكد على الأقل في آخر طبعة للمهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب بالجزائر العاصمة.
فضيحة المهرجان مع الشاعر المتميز “خالد بن صالح” التي كتبت عنها في حينها، لم تردع محافظ المهرجان عز الدين قرفي وطاقمه من إساءة الاحترام لكل كاتب جزائري مقيم في الجزائر ويكتب بالعربية، حيث رفضت المحافظة وبشكل قاطع تقديم مكافئات للمشاركة على غرار ما قدمته للمشاركين العرب والأجانب أو حتى الكتاب الجزائريين المقيمين خارج الوطن أو حتى المقيمين في الجزائر ولكن لغة إبداعهم هي الفرنسية.
تشير الأرقام، أن مهرجان أدب الشباب خرج منذ ومن عن أهدافه وغايات إنشائه، لا من حيث الضامين وطبيعة المدعوين فحسب، بل أيضا من حيث احتفائه بالكاتب الجزائري الشاب، خاصة إذا تمكن من التكرس خارج نطاق الوطن. فأكثر المدعويين تزيد أعمارهم عن 45 و65 بالمئة منها يتجاوزون الـ55 سنة، وهم بالطبع لا يمثلون الأدباء الشباب. كما أن الكثير منهم لم يصدر عملا منذ 7 سنوات، وأكثر من 35 بالمئة من المدعوين لم يصدروا عملا منذ 4 سنوات. وهنا يطرح سبب دعوتهم بنحو ملح.
يؤكد كتالوج المهرجان أن المدعوين العرب الذين يكتبون بالعربية تمت دعوتهم في الغالب لعلاقتهم بالجوائز، فوزا أو مشاركة، ما يدل على أن المنظمين لا معرفة لهم بشكل وطيد بالأدب خارج منظومة الجوائز. كما أن غالبية المدعويين لا يتحدثون العربية ولا يكتبون بها، 95 بالمئة منهم يتحدثون الفرنسية فقط… ومعظم هؤلاء من فرنسا أو من الدول الفرنكفونية.
لكن الأخطر أن المهرجان يصنف ضيوفه الجزائريين على ثلاثة أصناف: الجزائري المقيم في الجزائر الذي يكتب بالعربية/ الجزائري غير المقيم في الجزائر والذي يكتب بأية لغة. الجزائري المقيم في الجزائر الذي يكتب بالفرنسية: بالنسبة للأول لا يمنح أي مكافئة إذا تم إيواءه أو يمنح 5000دج/50دولار إذا لم يتكفل به— بالنسبة للثاني يمنح ما بين 10000دج/100دولار و20000دج/200دولار- بالنسبة للصنف الثالث: يمنح عادة 10000دج/100 دولا…. وهنا لا يمكن للقارئ إلا أن يستنتج ما هو بديهي بالفعل.
كل ذلك يؤكد أن الكاتب الجزائري المقيم في الجزائر يعتبر لدى المؤسسة الثقافية الرسمية كاتبا من الدرجة الثالثة بحسب هذه المعايير… موضوع للنقاش.