أخبار هامةميديا

الصغير سلام يروي قصة سجن الصحفي عبد السميع عبد الحي

قصة الصحفي عبد السميع عبد الحي “الزنزانة و جبال الجبن!!”

 

  • 70 رسالة دون رد و صحفية تقول” هو مافيا!”
  • نواب صامتون و زوجة عبرت الصحراء وحيدة
  • عريض المنكبين..و تحذيرات من دخول “عش بونزل “
  • صحافة زبائنية راكعة خانعة ولضميرها بائعة ..!!

 

كسكين باردة تغرز في جمجمتي تلقيت خبر اعتقال صديقي و زميلي عبد السميع عبد الحي ..كان ذلك 18 أوت 2013 ..لم يكن الرقم  الذي احفظه في ذاكرة هاتفي الذكي كافيا لكي أطمئن على “عريض المنكبين” كما كنا نلقبه في الجامعة حينما نمازحه..لقد باءت محاولاتي بالفشل ! لكنني أقسمت أن لا أتخاذل و أن لا استسلم !

   سكاكين الصدمات الباردة

الصدمة الثانية التي كادت تدمني هو الصمت الذي قوبل به خبر اعتقال الصحفي عبد السميع و الخوف الشديد من تناول قضيته و الذي تلمسته لدى إجرائي لعشرات الإتصالات مع نواب و إعلاميين و سياسيين ..أرسلت ما يزيد عن 70 رسالة و لم أتلق سوى القليل من الردود و الغريب أن صحفية مشهورة قالت لي بالحرف الواحد ” هو مافيا ألا تعرف ذلك”..!

نائبان..احسن و صورية فقط

لقد جبن الكثيرون و تراكمت جبال الجبن على الضمائر بينما كان عبد السميع يواجه ظلام الزنزانة و الظلم و داء السكري ينهش جسده حتى أن زوجته كتبت يوما أنها تخشى عليه من الانتخار ..راسلت نوابا من مختلف التوجهات السياسية من إسلاميين و ووطنيين و لبراليين و مستقلين و يساريين و حزبيين كلهم صمتوا و أهملوا نداءنا باسم أمه الثمانينية المكلومة و ابنائه الأبرياء و زوجته التي عبرت الصحراء وحيدة..لم يتفاعل مع حملتنا التي أطلقناها في “الللجنة الدولية للدفاع عن الصخفي عبد السميع عبد الحي “سوى الصحفية صوريا شعبان وبرلمانية حزب العمال و النائب عن جبهة العدالة والتنمية، الأستاذ حسن عريبي فلهما كل التقدير و هكذا يكون النواب و إلا فلا!

  إشكالية البردعة و الحمار حاشاكم!

و لكن لماذا أخاف النواب و الجامعيين و و زملاءه الصحفيين من تناول قضية الزميل عبد السميع عبد الحي ..ما الذي يخيف في الأمر  و لماذا لم يتجرأوا حتى على المطالبة بتوفير محاكمة عادلة له و هو الذي قبع لعدة اشهر في الحبس الإحتياطي ..الجميع كانوا يقولون همسا ” ماناش قد السعيد” في إشارة إلى السعيد بوتفليقة مستشار و شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على اعتبال أن الخصومة كانت بين السعيد و هشام عبود لكن اللإنتقام كان من “المسكين” عبد الحي !حتى أن أحد الفيسبوكيين علق ساخرا “صارهم كي اللي ما حكمش الحمار فضرب البردعة”!! مع حفظ المقامات طبعا!

تهمة شرب القهوة مع عبود!!

في أمسية رمضانية بدأت الحملة الفيسبوكية و كتبت حينها أولى كلماتي”بلاجريمة ولاتهمة واضحة ولا محاكمة عادلة يقف أمام المحكمة يودع السجن ..هل هو لص أوقاتل أو مزور أو مهرب ..لاأبدا إنه عبد السميع عبد الحي ..سكت الزملاء وسكت الأحباب ولا كلمة عنه فقط لأنه شرب قهوة مع زميلنا هشام عبود….لماذا لايعاد إلى بيته وعمله ثم يستدعى للمحكمة ليقف أمامها إنكانت هناك أصلا قضية  ضده ..؟؟ نبدأ حملتنا لإطلاق سلاح زميلنا الصحفي عبد السميع عبد الحي العامل باذاعة تبسة ..والحد الأدنى بأن يطلق سراحه ثم يقف أمام المحكمة إنكانت هناك قضية ضده” !

  عريض المنكبين..و تحذيرات بونزل

بدأت الحملة خجولة تلكأ الكثير من الزملاء تجاهلنا العديد من السياسيين و كنت كلما تسرب اليأس إلى داخلي تذكرت أولادة و زوجته ووالدته الثمانينية ..أتذكره حينما كنا في الجامعة و هو يخطو بخطواته الواسعة متأبطا كتابا واحدا على الأقل ..أتذكر صوته الجهوري و روحه المرحة فأنهض من جديد كالعنقاء من وسط الرماد..بدأت التحذيرات تأتيني عن طريق وسطاء و عن طريق مقربين مني و تتكرر الجملة الخسيسة”اخطيك يا راجل ” أو “القضية كبيرة و غامضة و خيوطهات متشابكة”  و أحيانا يقال لنا بلغة بذيئة”واش دخل جدكم غي غار بونزل”!! و كان ردنا “عبد السميع صديقنا و زميلنا و نحن نعمل من أجل أن يحظى بمحاكمة عادلة  و من أجل أن يعود إلى أسرته الصغيرة”..تراكمت الصدمات و الخيبات و بدت الأسرة الإعلامية كدجاجة مبتلة خائفة مرعوبة بائسة لا تسمن و لا تغني من جوع و لولا تلك النخبة القليلة من الإعلاميين الأحرار التي هبت بكل شجاعة ووعي و نبل لنجدة زميلنا المحبوس لكبرنا على المهنة أربعا !!

اليوم و عبد الحي في بيته يشرب القهوة بالحليب آن لنا أن نستخلص أن صحافتنا الجزائرية ليست على الإطلاق سلطة رابعة ..بل هي زبائنية راكعة خانعة و لضميرها بائعة ..!!

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى