ميديا

صحفي الخبر رفيق وحيد: روراوة نصب نفسه ديكتاتورا على الكرة الجزائرية

يعود الصحفي في القسم الرياضي لجريدة “الخبر” إلى أسباب وخلفيات منعه من حقه في تغطية ندوة صحفية للناخب الوطني كريستيان غوركوف. ويكشف وحيد الذي يتولى تسيير الفرع النقابي لجريدته بأن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “يريد تطويع الإعلام الرياضي وإدخاله في صفه ليحرفه عن الرسالة التي وجد من أجلها، فأصبح يمنع ويعاقب من يشاء في مملكته الخاصة التي نصب فيها نفسه ديكتاتورا”.

لماذا تم منعك من حضور الندوة الصحفية للمدرب الوطني ؟

قرار منعي فاجأني بصراحة، فقد كان آخر شيئ يخطر ببالي أن يقدم رئيس الإتحادية على “الإنتقام” منّي بسبب كتاباتي التي لم يستسغها دوما، بمنعي من حق مشروع وهو تغطية ندوة صحفية، ورغم أن المكلّف بالإعلام على مستوى الإتحادية أبلغني بأنني ممنوع من حضور الندوة الصحفية، حين وصلت إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي وطلبت الإعتماد، إلا أنه لم يقدم لي الأسباب، وفهمت من خلال كلامه بأن محمد روراوة هو الذي منعني، كونه قال لي بأنه تلقى “أوامر” بمنعي.

ما هي الأسباب التي جعلت من روراوة يقدم على هذه الفعلة؟

الحقيقة أن رئيس الإتحادية لم يتقبّل مقالين كنت قد كتبتهما بعد مباراة المنتخب الوطني أمام لوزوتو، وقلت في الموضوع الأول، نقلا عن مصادر موثوقة قريبة من رئيس الإتحادية نفسه، بأن روراوة ظل ينتقد المدرب غوركوف قبل نهاية مباراة المنتخب الجزائري أمام لوزوتو حين كان المنتخبان متعادلان، ونقلت بالحرف الواحد كلامه الجارح في حق غوركوف بقوله “هذا مدرب مجنون، هذا ليس بمدرّب، سأقيله من منصبه..”، وفي المقال الثاني كشفت تشريد روراوة لعدد من أعضاء الوفد الجزائري في جوهانسبورغ، حين أحجم عن حجز غرف لهم بالفندق بعد تأخر رحلة الخطوط الجوية الجزائرية، في حين مكث اللاعبون والمدربون وروراوة شخصيا في فندق في انتظار الرحلة المتأخرة نحو باريس.. بمعنى أن روراوة عاقبني على فضحه من خلال إقدامه على تكميم فمي بقرار المنع، ليس من تغطية الندوة، وإنما بعدم اعتمادي من طرف الإتحادية لتغطية أي نشاط يتعلق بالمنتخب أو بالإتحادية.

هل لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم صلاحية انتقاء الصحفيين الذين يحضرون الندوات الصحفية؟

رئيس الإتحادية لا يملك أية صلاحية في انتقاء الصحفيين للقيام بتغطية مباريات المنتخب أو الندوات الصحفية للمدرب الوطني أو حتى تغطية ندوة صحفية ينشطها هو شخصيا، فلا سلطة له على الإعلام، وقد تجاوز روراوة بذلك الخطوط الحمراء، من خلال سعيه لترويض الصحفيين الذين ينتقدون سياسته وتجاوزاته، إنه يريد تكميم الأفواه، وهو ينصّب نفسه “ديكتاتورا” على الكرة الجزائرية.

ما حدث هو خطأ جسيم من روراوة الذي كان يرأس اللجنة الإعلامية لـ”الفيفا” حين كان عضوا بالمكتب التنفيذي للإتحادية الدولية لكرة القدم، ما يعني أنه يدرك بأن التضييق الإعلامي ممنوع في كل القوانين. إنه يريد السطو على حق الممارسة الإعلامية الحرة.

باعتبارك متابعا لشؤون الفاف. كيف تفسر هذه التصرفات وما هو الهدف منها؟

رئيس الإتحادية منذ توليه لأول مرة رئاسة “الفاف” في 8 نوفمبر 2001، ثم عند عودته في جانفي 2009، حرص على محاولة السيطرة على الإعلام الرياضي الجزائري، ولا أخفي عليك بأنه وجد الفرصة سانحة، أمام رضوخ بعض الإعلاميين لسياسته، فظل يمارس الترغيب والترهيب معنا، حتى يروّض هذا الإعلام الذي يروق له، إنها ممارسات ديكتاتورية أرجعتنا إلى الأزمنة الغابرة في بلد يكفل دستوره حرية الممارسة الإعلامية.. روراوة يريد أن يتحكّم في الإعلام الرياضي الجزائري ليكون الآمر الناهي.. وبعدما كان مجرّد اعتقاد في البداية، اقتنعت اليوم، بعدما تعدّى الخطوط الحمراء بفقدانه لصوابه ومنعي أنا وزميلي من كومبيتيسيون، من حضور الندوة الصحفية، بأننا أمام حالة مرضية لرئيس “الفاف”، الذي لم يعد يقبل وجود إعلام في الجزائر “خارج عن طوعه”.. إعلام يرفض الرضوخ للضغوطات بكل أشكالها.. فقرار منعي من تغطية الندوة الصحفية، هو في نظري الآثار السلبية لمرض جنون العظمة.

يبالغ البعض في مدح روراوة ويهاجمه البعض بقوة. هل لذلك علاقة بسلوك الرجل الشخصي في التعامل أم طريقته في التسيير ؟

أعتقد جازما بأن إقدام روراوة على اتخاذ قرار خطير وغير مسؤول بمنع الصحفيين من حق تغطية الندوات الصحفية، وبالتدخل في صلاحية مسؤولي الإعلام في تعيين وانتقاء الصحفيين، مردّه الواقع المحزن للصحافة الرياضية في الجزائر التي أصبحت من هواة الموالاة لمن تعتقد بأنه قوي وصاحب نفوذ، هذه حقيقة مؤلمة، بدليل أن جريدة كومبيتيسيون لم تكتب ولا حرف على منع رئيس “الفاف” لصحفييها اسماعيل محمد امقران من تغطية الندوة، وتحاشت الصحيفة انتقادا روراوة، وهذا دليل واضح بأن الصحافة الرياضية في الجزائر بعيدة كل البعد عن الممارسة الإحترافية للمهنة. وقد وجد روراوة في غياب نقابة قوية للصحافيين، وغياب روح التضامن بينهم، مجالا خصبا للسيطرة عليهم، إلى درجة أن انتقاد سياسة روراوة وأخطائه قلّما نجدها في الكتابات الصحفية.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى