أعمدة الرأي

في التضامن مع (قناة) الوطن !

بكثير من الاستفزاز، يتحدث البعض بصوت مرتفع محذرا من مخاطر تهدد “حرية التعبير في البلاد” !! فهل هنالك “حرية” أصلا؟ أو “تعبير حرّ” حتى نحذر من خطر داهم يتهددهما؟ !! ما يوجد في البلاد “مجرد كلام”..أي “هدرة وخلاص” على غرار الشعار ذائع الصيت “الهدرة باطل” !! تماما مثلما يوجد 70 حزبا في البلاد لكن لا توجد ممارسة سياسية أو حزبية أو ديمقراطية حقيقية ! لذلك فالأحرى بالتضامن ليس قناة الوطن.. وإنما الوطن بحد ذاته !! الوطن الموبوء بأشباه السياسيين، وأشباه الجنرالات، وأشباه الصحفيين وأشباه الوزراء..

حين تكون السلطة شفافة في هذا الوطن، لن يكون هنالك إرهابي يتبجح بالقتل دون أن يُحاكم، ولا وزير يهين صحفيا على المباشر دون أن يحاسب، ولا حكومة ترعى الفساد والمفسدين دون أن تسقط، ولا أحزاب تنشق عن نفسها لتؤسس أحزابا جديدة دون أن تُعلق، ولا صحفا أو قنوات تتنفس من الريع وتعيش على الانتهازية دون أن تتوقف..

كيف لأحدهم أن يتضامن مع زملاء له في المهنة، بالتحريض على البقية؟ هل يعقل أن سياسيا أو إعلاميا، له من العقل الراجح والتفكير الحر، أن يسأل: لماذا تحاكم قناة الوطن في الوقت الذي لم يتم فيه مقاضاة قناة الشروق من قبلها رغم أنها استقبلت مدني مزراق أيضا؟ هذا التصرف شبيه بسلوك طفل صغير، فاجأته والدته على حين غرة باللوم لأنه أكل قطعة حلوى، فرد قائلا: أخي فعلها قبلي ولم تضربيه؟ ! هل يعقل أننا وصلنا إلى هذا المستوى الهزيل من الأداء الإعلامي والسياسي والسلوك التضامني؟ يفاجئنا آخر بالكتابة على حائطه الفايسبوكي فيقول متسائلا: لماذا لا نتضامن مع بعض؟ لماذا نجحت السلطة في جعلنا لا نفكر إلا في أنفسنا؟ ورغم “براءة” السؤال إلا أن صاحبه لم ينتبه لطرحه قبل ذلك ألف مرة.

ففي زمن رديء كالذي نعيشه، لا مهنية فيه ولا إعلام حر ولا حكومة نزيهة، من الصعب جدا أن تعثر على سلوك نادر مثل التضامن.. ألم أقل لكم أن من يحتاج لإنقاذ هو الوطن بحد ذاته وليس فقط قناة الوطن !

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى