أعمدة الرأي

البيان النوفمبري يجمع بين جيشه وشعبه

 كم ذا يكابد ويلاقي في حب النوفمبرية كثيرة الشهداء، مدحرة الاعداء ؟

كم ذا يكابد ويلاقي من يرفع راية النوفمبرية من أجل ان يتصدى للوجه المستعار المتساقط في طريقها والذي اراد ان يجفف ينابيعها إرضاء لفرنسا التاريخية؟

كم ذا يكابد ويلاقي من يكتب عن انتصار الثورة السلمية بروح نوفمبرية وثابة وخلاقة ؟ لأن الكتابة في  هذا الشأن رحلة وجودية نستقصي منها سر هذه الثورة التي أصبحت العواصم الغربية ترويها بإعجاب؟

كم ذا يكابد ويلاقي من يقرأ البيان النوفمبري في ميلاده، ويقوم بإحلاله في هذه الثورة السلمية التي جمعت بين الجيش وهذه الثورة السلمية التي ادهشت عصابة الفساد على حد قول ما جاء في بيان قيادة الاركان التي تناغمت مع هذه الثورة تناغما ملحميا ؟

كم ذا يكابد ويلاقي في حب اكبر ملحمة دونت في(إلياذة الجزائر) لمفدي زكريا فاقت (إلياذة هوميروس) اليونانية، فهذه الاخيرة لا تروي الا أساطير، بينما (إلياذة الجزائر) قد خلدت امجادا حقيقية، وأرخت لوقائع واحداث من روائع وبطولات لا من خلق الجن، ولا من اساطير الاولين ولكنها من صنع الانسان الجزائري. وبالتالي فإنني عندما اقول ان (إلياذة الجزائر) حلت في نفسي كأني اقول اني من خلالها حل في نفسي سجل كامل لتاريخ الجزائر سجل اروع تاريخ للإنسانية واكثر وقعا في النفوس كان بمثابة استجابة ربانية على حد قول مفدي زكريا:

  تأذن ربك ليلة قدر             وألقى الستار على ألف شهر

     وقال الشعب : أمرك ربي: وقال له الرب أمرك أمري

 وها هي السنن التاريخية التي هي من سنن ربانية وفي سابع جمعة من الثورة السلمية و في ليلة الاسراء والمعراج يقول مفدي زكريا من قبره. تأذن ربك إسراء ومعراجا ، وألقى الستار على عشرين سنة من الغياب التاريخي وقال له الشعب : أمرك جيشي ، وقال له الجيش أمرك أمري ، هكذا تتناغم السنن التاريخية لانها من صنع الشعب ، وكلام الشعب من كلام الله وهذا ما كان غائبا على من ظن ان مصافحة باراك تقيه من هذه الثورة السلمية التي اعادت للنوفمبرية روحها بفضل شباب ابي قرر ان لا يعود الى منازله حتى يجرف العصابة على حد قول بيان قيادة الاركان.

 وهكذا ليس من يكتب بسمو الوجدان الذي حررته الثورة السلمية النوفمبرية ، كمن يكتب بحبر المذلة والارتزاق ، وليس حب الجزائر النوفمبرية المستأنفة في سابع جمعة بإلتحام شعبي وتناغم الجيش الوطني الشعبي سليل البيان النوفمبري … ألا ما اكمل هذه الملحمة التي ثبتت امام انحدار (جزائر العزة والكرامة ) هي ملحمة ارفع من الملحمة نفسها فهذا هو فن الصمود لا الصمود فقط لا التحدي وحده هذا ما كان في سابع جمعة – جمعة التحدي – والحفاظ على مكاسب الثورة السلمية التي اراد ابناء برنار ليفي ان يغيروا مسارها … لكن هيهات منا المذلة … هذا ما صدعت به سابع جمعة قائلة لجميع المتظاهرين بسلمية نوفمبرية مستأنفة متسائلة عن الوجه المستعار الذي مازال في عناده وتعنته قائلة:

يا ابناء سابع جمعة هل لديكم خبر عما اصاب وجها مستعارا يوم تنكر لبيانكم فتنكر له صفو الزمان ولم يعلم ان النوفمبرية غارقة في ملحمتها منذ اول مقاومة بقيادة الامير عبد القادر وبيانها صيغة بأكبر ملحمة ، فأصله ثابت وفرعه في السماء ، وبذلك فالنوفمبرية اصيلة في سرها ومضمونها ثم في قدرتها على استمطار غضب السماء فما كان جواب قولها الا ان قالت بألسنة الملايين في الجمعة السابعة : اخرجوا الوجه المستعار وعصابته من ارضنا انهم عصابة مدنسة مكلفة بمهمة مستحيلة فليخرجوا من ارضنا يجرون وراءهم اذيال   الخيبة ولا يحق المكر السيئ الا بأهله جزاء وفاقا ايها الوجه المستعار فتعسا لك ولمحيطك القريب والبعيد … فإذا هلكت فصيحتي تحيا الجزائر النوفمبرية بثورتها السلمية في سابع جمعة مباركة وللحديث بقية ان كان في الحياة بقية.

متعلقات

تعليق واحد

  1. كلمات من ذهب يا استاذ، ان شاء الله سوف نسطر الامجاد و نكون احفادا حقيقيين للنوفمبريين البواسل….. شكرا لله على وجود امثالك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى