أعمدة الرأي

الحراك الشعبي وشاهد الزور في وقت بدل الضائع

لا شك في أن الوعي التاريخي من المقومات الأساسية للبعث الحضاري لأي شعب، ولكلمة الوعي دلالاتها ومعناها، فهي الحضور الحيوي الخلاق لإرادة الشعب، وهي التقبل الحيوي أيضا لكل ما يدور في محيط أي شعب، وهي القدرة العقلية للشعب الذي يرتفع الى مستوى التحديات التي فرضتها عليه العصابة التي استولت على البلاد منذ مايقرب من عقدين، لقد بدأت هذه العصابة اغتصاب المسار التاريخي لهذه الأمة، منذ المصافحة المخزية في مطلع الألفية الثالثة، في ملابسات لها دلالتها التاريخية: جنازة الملك الحسن الثاني وهو نموذج لا يحتاج الى تحليل أو تعليل أي أنها مملكة متدثرة بطبقة متصهينة…انها ملابسات تحمل أكثر من دلالة لكن وعي حراكنا لهذه الملابسات أبطل مفعولها، وجعل رئيس فرنسا ماكرون تختلط عنده مبادئ الثورة الفرنسية مع القمع الذي تمارسه هذه العصابة التي احتمت به منذ مجيئه.

لكن ما لم يكن في حسبان هذه العصابة التي أعدت في المصحات الفرنسية أن ارتفاع الشعب الجزائري الى مستوى هذه التحديات أبلغ من أي مكر لأن التحديات يقوم بها شعب والشعب جسم كبير وتنوعه هي الخلايا المحركة لهذا الحراك: حيث امتجزت الأمازيغية بالعربية وأصبحوا لونا واحدا تحت راية الاسلام الذي هو روح البيان لأول نوفمبر لذا كانت الاستجابة النوفمبرية للحراك بدون تردد أو خوف بالاضافة الى الالهام التلقائي القادر على استطلاع افاق المستقبل حيث أن ارتباط الوعي بالتاريخ كان بمثابة الوعي الحضاري بل الشعور بالأبعاد الثلاثة للزمان الماضي والحاضر والمستقبل. وهذا ما تأكد في الحراك الشعبي منذ 22 فيفري 2019 هذا الحراك الذي فضح سلوكاتهم ونواياهم الدنيئة التي استنجدت في الوقت بدل الضائع بشاهد زور تجاوزه الزمن وملامحه معروفة على كل الأصعدة، هو يحمل لقب خبير دولي في هيئة الأمم المتحدة، لكنه في حقيقة الأمر مخبر دولي ومؤزم للأوضاع اين ما حل من ازمة لبنان في بداية الثمانينيات الى الأزمة الأفغانية الى احتلال العراق الى تدمير اليمن وقائمة هذا المخبر لا تتوقف هنا ولا يتسع لها صدر هذه الصفحات لكن يجب أن يعلم هذا المخبر ان الشعب لجزائري يعرف معدنه ولا داعي لاختباره فتصريحاته أفصح من أن نفصح عن نوع معدنه.

   شاهد الزور ومستعملوه الى أين؟

شعب في مستوى التحديات الحضارية وشهادة الزور ترفع عقيرتها في جمعة الحسم بصلف مأسوي، وبلاهة عقلية من خبير أممي يبلغ ن العمر عتيا تجاوزه الزمن الجزائري وضاقت به الجزائر بما رحبت، لأنه كان واجهة تضليلية لأوضاع مأساوية منذ العهدة الرابعة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى جاء في الوقت بدل الضائع لينقد نظاما تهالك وأصبح في خبر كان الناقصة التي حذف اسمها وخبرها حياء لما قام به من مخازي، وبذلك كانت كان الناقصة التي دخلت على الجملة الاسمية فوجدت الاسم لا أثر له في الجملة، والخبر تعدد بمافيات متقاتلة ومتهافتة على الغاء الجغرافيا والتاريخ فتصدى لها التاريخ بانتفاضات شعبية لكي يحافظ على جغرافيته التي صنعها بأكبر ملحمة.

لكن سرعان ما وجدنا طيف الاسم قد حل في المافيات المتقاتلة في الكواليس، وأيقظ غرائز الحقد فيها فرجعت الجملة الى ما كانت عليه بعد أن نسختها  الانتفاضات بآيات محكمات هن أم البيان النوفمبري  في كل الولايات التي ملمحها ملحمي هذه الانتفاضات التي أدهشت الأعداء وطمأنت الاصدقاء على حيوية هذا الشعب الأبي هذه الحيوية التي نقلتها كل القنوات العالمية، وهللت لها كل الشعوب لأنها أعادت الروح لهذا الشعب.

وليعلم الخبير الدولي، الذي يحمل اسما جزائريا، والذي جيء به لاستغفال هذا الشعب وتشويه حراكه أو اغتصابه، أن استغفال الحراك الشعبي جريمة كبرى، واغتصاب هذه الثورة الهادئة التي جاءت كاستجابة حضارية لتحديات داخلية تقودها مافيات داخلية باسم مؤسسات، وتحميها ايادي خارجية متصهينة، وبمباركة من صاحب الربيع العبري الذي دمر عاصمتي الحضارة الاسلامية عراق وسوريا وأغتصب الارادة الشعبية في مصر أن هذه الانتفاضة وليدة أكبر ملحمة فهي أكبر من عقله ان كان له عقل وأكبر من مكره. وليعلم الخبير الدولي المختص في تأزيم الأوضاع تلبية لأجندة هو يعرفها، أن الثورة الهادئة التي شهدتها الجزائر هي بمثابة ثورة جاءت لتقرير المصير الحضاري في الجزائر الذي سمم منذ مايقرب 20 شنة بشعار -جزائر العزة والكرامة- وتقرير المصير أيها الخبير بمرسوم ماسوني يعني الترابط الذاتي الذي يسعى لاسترجاع السيادة الحضارية لهذه الأمة، وبطل هذه السيادة هو الحراك الشعبي بكل أطيافه وصفوته.

وليعلم الخبير الدولي الذي جيء به كشاهد زور  في الوقت بدل الضائع أن كلمة التزوير مفهوم بشع طردته الأمم من قاموسها حتى انزوى في حالة الناس وأشتات منبوذيهم فاذا به اليوم يصبح عنوان لعراب أستغل اسمه في المحافل الدولية ليكون شاهد زور وهو في أرذل الأمر على أوضاع لفضها الشعب وندد بأصحابها بلافتات رفعت ونددت: بـ إذهبوا عنا يا سراق يا مرتشين يا فسدة يا فساق ماذا تقول في هذه الملابسات أيها الخبير الدولي الذي جاء ليكلم نفسه ويكون معادل موضوعي لمهازل مؤلمة وسخريات في مواقع الشرفاء الذين نددوا بهذه الأوضاع أين أنت ان لم تستحي من نفسك فاستحي من التاريخ الذي طردك منذ شهادة الزور الأولى وأختم ببيت شعري أترك لك شرحه:

رايتك تطلب الأبحار جهلا وأنت تكاد تغرق في السواقي

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى