الخطأ في “انطلت عليه الحيلة”
دأب الكثير من الكتاب والصحفيين على استعمال عبارة: “انطلت عليه الحيلة”، أو “انطلت عليه الخدعة أو الكذبة”، بمعنى أنه انخدع، أو صدَّق، أي أنه غُرِّر به ولم ينتبه.. والحقيقة أن الفعل “انطلى” لا وجود له أصلا في اللغة: لا في القرآن الكريم ولا في الشعر العربي القديم، ولم يستعمله العرب في كلامهم، ولا في رواياتهم وقصصهم.. لكنه ورد في قاموس المعاني:” اِنطَلَى: (فعل) انطلى بـ / انطلى على يَنطلِي ، انْطَلِ ، انطلاءً ، فهو مُنْطَلٍ ، والمفعول مُنْطَلًى به انطلى الحائطُ باللَّون الأبيض مُطاوع طلَى : دُهِن به انطلت عليه الحيلةُ : انخدع بها.” وهذا شاذ ولا يقاس عليه.
وباستثناء قاموس المعاني الذي يورد حتى كلمات اللهجات المشرقية، لم أجد أي ذكر لكلمة تنطلي ولا أي استعمال لها بهذا المعنى في أشهر القواميس العربية لا في “لسان العرب”، ولا “مقاييس اللغة”، ولا “الصّحّاح في اللغة”، ولا “القاموس المحيط”، ولا “العباب الزاخر”. وأصل الكلمة التي يستند إليها قاموس المعاني هي “طلى” ومعانيها كما جاء في (القاموس المحيط): “طَلَى البعيرَ الهِناءَ يَطْلِيه، وطلى به: لَطَخَهُ به، كَطَلاَّهُ، وقد اطَّلَى به وتَطَلَّى. وناقةٌ طَلياءُ: مَطْلِيَّةٌ. والطِّلاءُ، ككِساءٍ: القَطِرانُ، وكلُّ ما يُطْلَى به، والخمرُ، وخاثِرُ المُنَصَّفِ، والشَّتْمُ، والحَبْلُ الذي يُشَدُّ به رِجْلُ الطَّلا، وبالضم: قِشْرَةُ الدَّمِ. وما أطْلَى نَبِيٌّ قَطُّ: ما مالَ إلى هواهُ. وتَطَلَّى: لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ. وأطْلَى: مالَتْ عُنُقُه للمَوْتِ”. ولا أصل للفعل المطاوع “انطلى”.
وهذا ما يؤكده معجم الأخطاء الشائعة:” (641) جازت الحيلة لا انطلت الحيلة.. ويقولون: انطلت عليه الحيلة.. والصواب: جازت عليه الحيلة. لأن الفعل المطاوع “انطلى” لا وجود له في المعاجم.” لذا فإن القول بأن:” تأكيد قرين أن القنوات المعتمدة في الجزائر هي خمس قنوات فقط، “حيلة انطلت” على الجميع، كلام غير صحيح، لأن الجميع يعرف أن هذه القنوات هي مكاتب محلية لقنوات أجنبية، وليست معتمدة كقنوات فضائية، والصواب القول: “جاز على” قرين أنه يرافع للباطل بمنطق مفضوح”..