أعمدة الرأي

عظمة الحراك الشعبي في جمعته الخامسة

يا من تأمزغوا من أجل الاباء، يا من تعربوا من أجل السمو والعلو )ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين( يا من اعتصموا بحبل النوفمبرية في اطار المبادئ الاسلامية، يا من وقفوا بالمرصاد للفرعونية التي أرادت أن تلغي النوفمبرية، تلبية لفرنسا المتصهينة.

دعوني أتأمل وأشارك مع شباب رفض الذل والمهانة، دعوني أتلذذ عودة الروح النوفمبرية، الى جميع النفوس الجزائرية التي اختنقت من عفونات )جزائر العزة والكرامة( التي أصبحت في خبر كان الناقصة. بفضل اباء شباب حلت في نفسه وصية ديدوش مراد )اذا استشهدنا دافعوا عن ذاكرتنا( ، ولقد كان لديدوش مراد، لأن وصيته كانت في محراب التاريخ الذي لا يدخله الا الطاهرون.

دعوني أمارس التحلية والتخلية، فقد سكرت نفسي بالانتفاضات الحضارية التي أعادت للجزائر أمجادها التاريخية والحضارية بلغة واحدة شعارها أخرجوا من أرضنا فقد دنستم تاريخها، وأبحتم عرضها لفرنسا المتصهينة.

دعوني أكتب فقد شبعت روحي وارتفعت عاليا من أجل شباب يكتب تاريخه بنفسه على المباشر، ويسترجع أنفاس الملحمة الزكية بدماء شهدائها، الذين حولهم صاحب المهمات القذرة الى قتلى في عاصمة الأحقاد التاريخية والحضارية فكانت لعنة التاريخ تلفه منذ 22 فيفري 2019 الى حد كتابة هذه الأسطر المذهبة بشبابنا الأبي الذي أعاد الروح الى الأقلام والى التاريخ… فطوبى لشبابنا في الخالدين الذين ضاهوا صحابة بدر.

دعوني أحتفل بالنوفمبرية العائدة في الهتافات المليونية التي تزرع في قلبي استحقاقات تاريخية، لفها ظلام  جزائر العزة والكرامة ؟ دعوني أحصد وأجمع السنابل  وأعطيها لحفيدي أنس الذي تفاعل مع عودة الروح النوفمبرية التي تتزامن مع ميلادي وبذلك طلب برحيل المتعفنين والملوثين لتاريخ ميلاد جده –أنس لم يبلغ من العمر 8 سنوات- .

أنا كنت منذ الميلاد نوفمبريا، وها أنا ذا أعيش عودة روحها وسأكون الى اخر زمن من حياتي نوفمبريا ، وليس لنوفمبريتي انقضاء لأن أنس حفيدي سيستأنفها مع كل الأطفال الذين شاركوا في المسيرات المليونية يوم 15 مارس.

في أعماق نفسي نوفمبرية لا ترضى الألفاظ ثوبا، نوفمبرية تقطن قلوب المنتفضين  بالملايين الموملينة في جمعة الرفض التي قبلها رفض، وستستمر الى جمعة الحسم، فلا تريد أن تتعايش مع عفن جزائر العزة والكرامة.

يا شرفاء الجزائر المنتفضين بالملايين في جمعة الرفض والصمود، أخبروني ما هذه الشعلة النوفمبرية التي تتقد في صدوركم وتلتهم )جزائر العزة والكرامة( التي كانت محطتها كحاجز مزيف لتاريخنا المظفر.

وما هذا التناغم الخفي الذي يرسي على أرواحكم في ساعة الحسم التاريخية؟ أخبروني ماهذا السر الخفي الذي حير الذي دمر بلادكم، وأراد أن يغتصب تاريخكم؟ ما هذه الروح النوفمبرية الخلاقة والوثابة التي جاءت سببا لجميع المفاسد وستكون نتيجة لجميع الاصلاحات، ونتيجة لتطهير المحطات التاريخية التي دنستها )جزائر العزة والكرامة؟(

دعوني أقول انما النوفمبرية المستأنفة بشبابها الأبي، وشعبها المتماسك، شعلة حمراء متقدة تلتهم المفسدين وتنير أوجه الشباب الذي أعاد اليها الروح، أما المتساقطون في طريقها فهم مستنقعات خبيثة تدب الحشرات في أعماقها، وتتلوى الافاعي على جنابتها.

دعوني أستمتع بتناغم التاريخ الجزائري، في منظر جميل صنعه المتظاهرون في الجمعات المتتاليات، تناغم أدهش الأصدقاء وحير الأعداء، لأنه أكبر من عقولهم، لقد كانت الفاتح من نوفمبر الثورة الوطنية الوحيدة التي لم تنسب الى هذا الزعيم أو ذاك، أو هذا القائد، أو هذه القبيلة أو تلك بل نسبت الى كل الشعب الجزائري، ولذلك كانت الثورة الوحيدة التي لم تعرف على رأسها زعيم يقودها وحده بل الزعامة كانت للشعب الذي أثبت وحده هو القادر على صنع التاريخ وعلى الخلود فيه ولذلك لم تسم هذه الثورة الا باسم ذلك التاريخ الذي نجحت في صنعه ثورة أول نوفمبر 1954 وهذا ما تناغمت به الانتفاضات الشعبية تناغما تاريخيا بأثر رجعي، حير سدرة منتهى الفساد، وحار معها الخبير الدولي الذي جاء ليتناغم مع سدرة المنتهى…الأخضر الابراهيمي الذي يبحث عن زعيم لهذه الانتفاضة لكي يحاوره أو يحتال عليه، هذا الخبير الذي يفتقر الى الخبرة التاريخية للثورة الجزائرية، واصبح لا يعرف حتى نفسه وفشل في كل الندوات الصحفية التي نشطها وكان مسخرة للجميع…شاهد زور برتبة خبير علما أن هذا الخبير مختص في تأزيم الأوضاع، وتدمير الأوطان )سوريا والعراق نموذجا( -اللهم نج الجزائر من خبرته-.

دعوني أقل لكم أن سياسة جزائر العزة والكرامة التي ألغت عبر التاريخ وقوانين الأحداث، ومن الغى عبر التاريخ سيطالب بدفع الثمن غاليا لأن التاريخ هو مصدر معرفة الحق…وليس التاريخ ما انقلبت عليه سياسة جزائر العزة والكرامة ؟ التي تغولت وتفرعنت بتأييد فرنسي متصهين، حتى أصبح صاحبها هو الذي أخرج الجزائر من الظلمات الى النور…ولكن التاريخ هو مصير جزائر العزة والكرامة؟ التي أذلت صاحبها، وطردته من التاريخ مذموما مدحورا هذا ما صاحت به الملايين الموملينة في 15 مارس 2019، ان هذا المصير لا يمكن تكذيبه لأنه نسف بأكاذيب جزائر العزة والكرامة الذي دام عقدين من الزمن ومن هنا جاء في المثل السائر الكذب حبله قصير حتى ولو عمر قرنا.

والنوفمبرية غالبة على أمرها ولو كره المخبر الدولي هذه نوفمبر وهذه سننها.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى