سياسة

المتظاهرون في الجمعة الرابعة: لا تأجيل ولا تمديد

خرج  يوم الجمعة، ملايين الجزائريين للشوارع في مسيرات إحتجاجية بأغلب ولايات الوطن، معبرين عن رفضهم للقرارات  الأخيرة لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، التي كان أبرزها تأجيل الإنتخابات الرئاسية وإجراءات تغيير حكومي.

وشهدت العاصمة يوم 15 مارس أكبر تجمع بشري في السنوات الأخيرة، حيث إكتضت ساحات أول ماي، ساحة أودان، البريد المركزي، الأمير عبد القادر والطرقات الرئيسية المؤدية إليها، بمئات الآلاف من المتظاهرين من أعمار مختلفة، ومن الجنسين، وقد تقاطعت وسائل الإعلام في تقدير عددهم بحوالي 2 مليون متظاهر.

المتظاهرون تجمعوا مبكرا في ساحة البريد المركزي حيث اعتلى  المئات من الشباب حوالي الساعة 10 صباحا سلالم البناية العتيقة التي حولتها الحكومة إلى متحف قبل فترة، فحولها المتظاهرون على مدار ساعات منصة لترديد شعارات مناهضة للسلطة، ورافضة لإستمرار الرئيس بوتفليقة في منصبه، أبرزها ” الشعب موسوس ماكانش الرابعة ونص” و “لا للتمديد ولا للتأجيل” في إشارة إلى رغبة الرئيس بوتفليقة البقاء في السلطة إلى ما بعد 28 أفريل وهو التاريخ الذي تنتهي فيه عهدته دستوريا.

ومع مرور الدقائق تحول المئات إلى آلاف وعشرات الآلاف لتتحول إلى مئات الآلاف مع فراغ المصلين من أداء صلاة الجمعة، حيث ظهرت أمواج بشرية تتدفق من أعالي ديدوش مراد باتجاه ساحة أودان لتكمل طريقها إلى البريد المركزي وقد اختار عدد من المتظاهرين مواصلة المسير نحو شارع العربي بن مهيدي للوصول إلى ساحة الأمير عبد القادر.

ويبدو أن الجمعات الثلاثة السابقة أكسبت الحشود  خبرة في التنظيم، حيث كانت الجموع تنساب كالمياه بين شوارع حسيبة بن بوعلي وعميروش لتصل إلى البريد المركزي، كما أن شارع عبد الكريم خطابي الذي يربط بين البريد المركزي وساحة أودان، لم تبق فيه مساحة شاغرة إلا لمرور متظاهر على كرسي متحرك فسحت له الجموع الطريق للوصول إلى أحد الشوارع الجانبية للمغادرة.

الثلاثي الأخضر الإبراهيمي، نور الدين بدوي ورمطان لعمامرة نالوا حظا وافرا من الإنتقادات التي صدحت بها حناجر الصغار والكبار، كما رفع المتظاهرون لافتات وقصاصات تضمنت أشياء معبرة على شكل شعارات ورسوم، تختصرها جميعا عبارة “ترحلوا يعني ترحلو” وتشير إلى رفض خيارات السلطة من خلال تعيين بدوي وزيرا أولا، ولعمامرة نائبا له، والتسويق للإبراهيمي كمدير للندوة.

ولم يفوت المتظاهرون الفرصة، للتأكيد على رفضهم التدخل الأجنبي في الأزمة السياسية التي تعرفها الجزائر منذ يوم 22 فيفري، حيث حمل شابان لافتة كبيرة كتب عليها عبارة “هذه مسألة عائلية”، كما ظهرت رسومات كاريكاتورية في نقاط متفرقة من المظاهرات تسخر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وكما كان منتظرا أجابت جمعة 15 مارس بعد أربعة أيام كاملة على الرسالة الرئاسية الصادرة يوم 11 مارس، بأعداد أكبر من تلك التي كانت دافعا لاتخاذ قرار تأجيل رئاسيات 18 أفريل والتغيير الحكومي، في إنتظار أن يرد أصحاب القرار على شعار ” لا تمديد ولا تأجيل الشعب يريد الرحيل”.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى