حواراتريبورتاجسياسة

بلحسل: الخروج من الأزمة السياسية يتطلب الحوار الشامل

يؤكد عضو الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية، حكيم بلحسل، أن الحزب لن يحيد عن خطه السياسي التاريخي الرامي إلى بناء دولة القانون والحريات وتمكين الشعب الجزائري من تقرير مصيره بنفسه دون قيود و حدود.

ويرى بلحسل  في حوار مع “سبق برس” أن الدستور الحقيقي الذي سيكرس المطالب الشرعية للشعب الجزائري، هو الذي سيتمخض من مجلس تأسيسي سيد منتخب بطريقة ديمقراطية و شفافة.

نص الحوار:

بعد انتخاب قيادة جديدة للحزب، هل سنشهد انفتاحا على الأطراف التي قاطعت المؤتمر ؟

لقد تمكن حزبنا من خلال تنظيمه للمؤتمر الوطني الاستثنائي من تخطي مرحلة عملاقة من أجل تجاوز الأزمة الداخلية التي أعاقت عمله منذ قرابة سنة، فهذا الحدث يعتبر انجازا هاما في تاريخ حزبنا كونه قد حقق إجماعا كبيرا في اختيار هيئة رئاسية جديدة بعد انتخابها بطريقة شفافة و ديمقراطية.

وكما يعلم العام و الخاص، فإن الهيئة الرئاسية الجديدة قد انتخبت على أساس سبعة التزامات واضحة وجوهرية ستمكن الحزب من خلال إنجازها، إعادة هيبة الحزب في الساحة السياسية الوطنية وإعادة الاعتبار للعمل العادي داخل هياكلنا التي شلتها الأزمة الداخلية الخانقة وكذا إعادة إدراج تقاليد النقاش البناء والحر قصد اتخاذ قرارات و توضيح الرؤى لدى المناضلات و المناضلين .

من جهة أخرى، ستعمل القيادة الحالية للحزب على إعادة الاعتبار للعمل السياسي وإحياء توصيات المؤتمر الوطني العادي الخامس التي تسعى إلى إعادة بناء إجماع سياسي وطني  من أجل تجاوز المأزق الذي رهن مستقبل لبلادنا و الأجيال  القادمة .

كل هذه الديناميكية الجديدة و الخلاقة ستكون أرضية لانعقاد مؤتمرنا الوطني السادس المزمع برمجته خلال سنة على أكثر تقدير  من أجل تحقيق تجمع و توحيد صفوف الحزب  ونبذ سياسة التهميش و الإقصاء.

هل سيحافظ الحزب على نفس خياراته السياسية في هذه المرحلة ؟

منذ نشأته، الافافاس لم يحيد من خطه السياسي التاريخي الرامي إلى بناء دولة القانون والحريات و تمكين الشعب الجزائري من تقرير مصيره  بنفسه دون قيود و حدود.

إن الافافاس لا يزال متعلقا بالمبادئ التي رسمها المؤسسين الأوائل للحزب و على رأسهم رئيسنا الراحل حسين ايت أحمد و قوافل عديدة من المناضلين الوطنيين.

نضالنا و مسارنا السياسي  لم يتغير منذ أكثر من 57 سنة من النشاط السياسي و في أحلك الظروف قصد إرساء الجمهورية الثانية و جعل المواطن الجزائري في لب كل الخيارات الديمقراطية للبلاد .

كما نعتقد أيضا بأن الأزمة السياسة المتعددة الأبعاد التي تتخبط فيها البلاد منذ عقود تحتاج إلى تحقيق إجماع سياسي حقيقي حول كل القضايا التي تعني شؤون الوطن وكذا عن طريق إرساء حوار شامل، شفاف وصادق من أجل إيجاد المخارج الدائمة لتراكمات هذه المشاكل العالقة .

ماذا عن البديل الديمقراطي، هل سيبقى الأفافاس في هذا التكتل أم ينسحب ؟

كما سبق وأن  أعلنت عنه، فإن الهيئة الرئاسية الجديدة ستعمل جادة من اجل إعادة الاعتبار للحوار والنقاش العميقين داخل هيئات الحزب التي كانت مغيبة بسبب الأزمة للداخلية.

ففي الأسابيع القليلة القادمة سوف نعقد دورة استثنائية لمجلسنا الوطني قصد إثارة كل القضايا السياسية و التنظيمية العالقة بما فيها دارسة حصيلة نشاطنا السياسي خلال الأشهر الماضية قصد اتخاذ القرارات اللازمة.

هل ستستعيدون المقر المركزي المتواجد في شارع سويداني بوجمعة ؟

إن المؤتمر الوطني الاستثنائي الذي انعقد منذ أسبوع قد فصل نهائيا و بطريقة سيادية و شرعية في مسألة قيادة الحزب . فكما لاحظه العام و الخاص، فقد انتخبت هيئة رئاسية جديدة على رأس الحزب بطريقة شفافة و ديموقراطية.

فسنعمل بمساهمة الأمانة الوطنية الجديدة التي قمنا بتنصيبها على إعادة السيرورة العادية لعملنا داخل الحزب  بما فيها المقرات التي كانت موضع نزاع في وقت مضى .

 للسلطة خارطة طريق مرتبطة بأجندة أولها مسودة الدستور، ما موقفكم من هذا ؟

إن موقف الافافاس واضح ولا غبار عليه فيما يخص بقضية الدستور الجديد .فإننا نرى بأن الدستور الحقيقي الذي سيكرس المطالب الشرعية للشعب الجزائري  والذي سيدرج بلادنا في مصاف الدول الديمقراطية التي تضع المواطن في مركز كل القرارات، هو الذي سيتمخض من مجلس تأسيسي سيد منتخب بطريقة ديمقراطية وشفافة.

فنضالنا ما زال قائم و دائم، رفقة الشعب الجزائري من أجل تحقيق هذا المسعى الشرعي.

عينتم يوسف أوشيش سكرتيرا أولا، على ماذا اعتمدتم في هذه الخطوة ؟

لقد قمنا في إطار تحضير قائمة الهيئة الرئاسية الجديدة على احترام مبدأ تمثيل كل جهات الوطن قصد تعزيز استراتيجية انتشار الحزب و كذ ا توطيد  اللحمة الوطنية و القومية التي  يعتز بها حزبنا و يناضل من أجل المحافظة عليها .

فالرفيق يوسف اوشيش، الأمين الوطني الأول الجديد هو أولا مواطن جزائري، ينتمي إلى جيل شاب من القياديين الأكفاء والذين برهنوا عبر الزمن على قدرتهم على تحمل المسؤوليات على غرار العديد من الشباب الذين ابهروا العالم بأسره بسلميتهم ونباغتهم في تيسير ثورة 22 فيفري 2019.

فإننا على يقين على قدرته على تعزيز استراتيجية انتشار الحزب عبر  الوطن و توفير كل الظروف رفقة طاقمه التنفيذي من أجل تنظيم المؤتمر الوطني العادي السادس.

حاوره: فاروق حركات

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى