أعمدة الرأي

في عصمة زمرة (الحداد) !

لا أعتقد أن الريب يساور المراقب الفطن في دلالات وخطورة تحركات وتصريحات السيد علي حداد رئيس  (منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية)؛ منها :

– فتح فروع لمنظمته في شتى الولايات ، خصوصا المعروفة بتوفرها على أصحاب المال ؛ فهذا سلوك غير معهود  في تقاليد  منظمات أصحاب المال الجدد ؛ يعبرون من خلاله على قاعدتهم الواسعة وطنيا ، وتجذرهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية و من ثمة السياسية ، وقدرتهم  على التأثير والتوجيه والتحكم ، و بلغة أقرب للحقيقة والواقع السيطرة المفعمة بالجبروت على مفاصل المجتمع .

– إصراره على مخاطبة المجتمع بلغة متعالية استفزازية ، دلالة على تمثيله للسلطة الحقيقية القائمة ، المتأهبة للإعلان عن التغلب والخروج على الناس بالجلوس على كراسي الحكم .

– إعلانه أن ّ الجزائر إذا احتاجته فسوف يجلب لها ما مقداره (10 مليارات من بنك ألماني وعده بإدانتها للجزائر عبر سموّه ، و110 مليار من بنوك سعودية . تعبير عن حالة شغور في السلطة الحاكمة ، وتصدّر أشخاص للاستدانة باسم الدولة ، وهي ظاهرة فريدة من نوعها في عصرنا ، فأي ضمانات يملكها هذا الشخص و زمرته يقدمونها لتلك البنوك مقابل المال والديون التي يعطونها للجزائر ؟!! الأمر غريب حدّ العجز عن القدرة على التصور !!! فأي حجم لهذه الهيئة حتى ينبرى صاحبها لرهن بلد لقوى المال والبنوك الربوية العالمية ؟! وهذا السؤال يحوى أيضا دلالة أخرى لهذا التحرك ؛ أي العودة بالبلاد لأحضان المؤسسات المالية التي أذاقت البلاد والشعب سوء العذاب في الثمانينات والتسعينيات من القرن العشرين. ولو تحققت هذه المساعي مجددا فستكون الحال أسوأ من سابقتها لأن البلاد وثرواتها وسيادتها وشعبها وقيمها ومقدراتها ستصير في قبضتين : خارجية تمثلها المؤسسات الدائنة، وداخلية يمثلها أرباب المال الجدد الذين سيضبطون الأوضاع وعلاقات البلاد الخارجية بمعايير تتصدرها مصالحهم الشخصية، ومستقبل مؤسساتهم .

– الانضمام لمنتدى دافوس ، يكشف المشهد بكل وضوح كما تضمنها مقالنا (فرك رمّانة  حكامنا القادمين ) ؛ النتائج المترتبة عن هذا التوجه ؟ كثيرة منها : 1- تموين مشاريع الخواص من رجال الأعمال من تلك القروض باسم الدولة ، فيغنون ثانية على حساب الشعب وباسمه . 2-  تفاقم الدين الخارجي للدولة ، وتخصيص مقادير من مداخيل الثروات الطبيعية للشعب كي تسدد الديون ، فيرهق الشعب مجددا تحت وطأة ومقتضيات المديونية ، وشروط الدائنين الربويين الذين لا يرحمون . وهذه الحالات جميعا سرقات ونهب مقنع ومقنن ومخطط لأموال الشعب ومصّا لدمائه . 3- ستؤدى هذه الوضعية إذا ما نظرنا إليها في سياق المرحلة الجزائرية ، والأساليب الشيطانية والبهلوانية المتظاهرة على صنع الواقع التي تُدفع نحوه الأمور دفعا عنيفا دون رحمة ولا هوادة ،سيؤدى إلى حالة شبيهة أو مطابقة لما مرّت به التجربة البرازيلية في التسعيينات ، حيث تفضى إلى التركيز أساسا على تنمية ثروات الأغنياء أي أصحاب الشكارة – طبعا ستنقلب الشكارة حتما إلى بنوك خاصة بفعل سحر سحرة البنوك الربوية اليهودية العالمية – وهذا بدوره يُوقف المشهد الاقتصادي والاجتماعي  عند مشهد  طبقتين لا ثالث لهما : أغنياء غنى فاحشا ، وفقراء مدقعون يتكففون سدّ الرمق مما أُخذ من أموالهم وسرق ؛ باسم التنمية والاستثمار .

وأخر التصريحات الوصف الوضيع لردود فعل المعارضين بالكلاب النابحة !! فأي قيمة أخلاقية لهذا الشخص ومن يمثلهم حتى ترتهن البلاد لإرادتهم الجامحة في خطف مستقبل البلاد ؟

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى