أعمدة الرأي

“أصرَرْت” و”أقرَرْت”، لا “أصرَّيت” ولا “أقَرَّيت”

 

يجهل الكثير من الصحفيين وحتى الكتاب وبعض العاملين في حقل الأدب حكم الفعل المضعف وتصريفه فيخطئون كلما تعلق الأمر باستعمال هذا الفعل إذا أسند إلى ضمير رفع متحرك سواء في الماضي أو المضارع أو الأمر.. وبالمثال يتضح المقال، كثير من الصحفيين يقولون أو يكتبون: “لكن أنا أصريت وألحيت على كذا وكذا..” وهذا خطأ في تصريف الفعلين أصرَّ، وألحَّ.. ومع كل فعل فيه إدغام.. والصحيح يجب فك الادغام في هذه الحالة :”أصررت وألححت”.. وفيما يلي القاعدة منقولة بإيجاز..

في حكم الماضي: إذا أسند إلى ضمير رفع متحرك، وهو: تاء الفاعل، وناء، ونون النسوة، وجب فك الإدغام، تقول: مددت، ألححت، أصررت. مددنا، أصررنا، ألححنا، مددن، أصررن، ألححن.. ويجب الإدغام فيما عدا ذلك تقول: مدّ محمد، وأصرّ، وألحّ. ومدّت، وأصرّت، وألحَّت. ومدَّا، وأصرّا، وألحّا. ومدُّوا، وأصرّوا، وألحّوا.

في حكم المضارع: إذا أسند لنون النسوة وجب الفك، سواء أكان الفعل مرفوعا أم منصوبا أم مجزوما، تقول: هن يحججن، لم يحججن، لن يحججن، ألححن، لم يلححن، وإذا أسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، وجب الإدغام، تقول: يحجّان، يصّران، يلحّان، يحجّون، يلحّون، تحجّين، تلحّين. لم ولن، يحجّاذ، يلحّا، يحجّوا، يلحّوا، يصرّوا. تحجّي، تلحّي تصّري.. وكذلك يجب الإدغام إذا أسند إلى اسم ظاهر، أو ضمير مستتر، ولم يكن الفعل مجزوما، فإن جزم الفعل جاز الفك والإدغام، تقول: لم يشدَّ، ولم يشدد. والفك أكثر، قال، تعالى:”وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر”، “وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَق.”

في حكم الأمر: إذا أسند إلى ضمير رفع متحرك، وهو نون النسوة، وجب الفك، تقول: احججن، امددن، وإذا أسند إلى ضمير رفع ساكن، وجب الإدغام، تقول: حجّا، حجّوا، حجّي، وإذا أسند إلى ضمير مستتر، جاز الأمران، والفك أكثر، قال تعالى: “وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ.”

هذا: ويحرك آخر الأمر والمضارع والمجزوم عند الإدغام بالفتح، أو بالكسر، أو تحرك اللام بحركة العين، ويسمى ذلك إتباعًا.

وعليه يجب القول على سبيل المثال لا اعتدادا بمضمون المقال:”أعدَدْتُ لكم حصة حول تحرشات الحكومة ضد بعض وسائل الاعلام، وتضييقها على الحريات، باستعمال العدالة التي أصَرَّتْ على تكييف التهم على أنها خروقات للقوانين لا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير.. وأقْرَرْتُ أن السلطة نجحت في تخويف الناس وكمَّمَتْ الأفواه، وأحَلَّتْ محل الحرية سيف القمع والاضطهاد..”

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى