العالمسياسة

قراءة في موقف الجزائر من الأزمة الروسية – الأوكرانية

وصف أستاذ العلاقات الدولية، لزهر ماروك، موقف الجزائر في الدورة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت الخميس الماضي، إزاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بـ “الحكيم”.

وحمل ماروك في تصريح لـ “سبق برس” حلف “الناتو” مسؤولية الحرب في أوكرانيا، معتبرا أن الحلف يقودها بالوكالة عن طريق استغلال كييف في واجهة الصراع لصالح الغرب، مبرزا أنـه –الناتو- يسير بعقلية الحرب الباردة.

ودق محدثنا ناقوس خطر تبعات دبلوماسية صب الوقود على النار التي تمارسها دول الغرب إزاء الأزمة الروسية – الأوكرانية، مضيفا: “إن الدول الغربية بدل أن ترمي بثقلها لحل الصراع بين البلدين شرعت في دعم أوكرانيا بالسلاح وفرض عقوبات على روسيا وهو ما من شأنه تعقيد الوضع أكثر وتحويل  كييف إلى ساحة حرب مدمرة”.

ويرى الأستاذ المختص في العلاقات الدولية أن “أمريكا تريد تعويض هزيمتها في أفغانستان من خلال تحقيق مكاسب على حساب الأمن القومي العالمي في حال امتداد الأزمة وتصعيدها، وهو ما يمكن أن يخلف أبعادا خطيرة تنعكس على الأمن العالمي”.

وعاد الخبير للحديث عن موقف الجزائر في الأمم المتحدة تجاه الأزمة الدولية، بالقول: “من المؤكد أن الجزائر ضد الحرب التي من شأنها أن تخلف نتائج سلبية على الأطراف المتحاربة، وموقفها يعكس دهاء وحكمة الدبلوماسية الجزائرية”.

كما فسر موقف الامتناع عن التصويت على أنه يؤكد “حيادية الجزائر وعدم تورطها في وحل الحرب الإعلامية وخطاب الشحن الذي تمارسه مختلف الأطراف المتفرجة بنية تصعيد الأزمة وهو النهج الذي تتجنب الدبلوماسية الجزائرية الوقوع فيه، خلال كل الأزمات الدولية”، مضيفا: ” أن الجزائر رغم التقارب بينها وبني روسيا إلا أنها عملت على الوقوف على مسافة واحدة من كل أطراف الأزمة والسير بها باتجاه الحلحلة بدل التصعيد”.

بالمقابل أبرز الأستاذ بجامعة الجزائر 3 أن “الأزمة الدولية القائمة خطيرة وصعبة ومعقدة تستدعي التعامل معها بحذر وتبني مواقف لا تعود بالسلبية على مصالح البلاد المختلفة على جميع الأصعدة”، معتبرا أن الدبلوماسية الجزائر التي تعودت أن تنخرط في مساعي الدفع باتجاه التسوية والمصالحة في كل أزمات العصر الحديث، لن تكون اليوم طرفا في قيام الحرب، بالاستناد إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها.

وتجدر الإشارة أن الجزائر امتنعت عن التصويت على قرار أممي يُدين روسيا في شنها الحرب على أوكرانيا، حيث صوتت 141 دولة لصالح إدانة روسيا فيما رفضت القرار 5 دول وامتنعت 34 دولة عن التصويت في مقدمتها الجزائر.

وبررت الجزائر موقفها بـ “التمسك بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، التي يتعين أن تبقى أساس القانون الدولي وحجر الزاوية في العلاقات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة باحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، طبقا للشرعية الدولية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها”.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى