أعمدة الرأي

أنا أشكّك في قدرات..زهرة بيطاط !!

من يطالع الحوار الذي أدلت به المجاهدة زهرة ظريف بيطاط لجريدة ليبرتي (19 أفريل 2016) سيجد صعوبة في البحث عن تفسير مقنع أو تعليق مناسب.. أو حتى وصف دقيق لما صرحت به السيدة المحترمة، ما عدا أنه هذيان سياسي وتخريف آخر العمر..مع كامل احتراماتي لها ولتاريخها !!

السيدة بيطاط التي وقّعت، بكامل قواها العقلية والعاطفية والتاريخية، قبل فترة على رسالة تطالب من خلالها الكشف عن السلطة الحقيقية التي تحكم البلد وتختطف قراره الرسمي، وشككت في قدرة الرئيس بوتفليقة على ممارسة مهامه بسبب مرضه، تنضم لقافلة المنتقدين والشاتمين للوزير الأول الفرنسي بسبب نشره صورة للرئيس وتقول..بوتفليقة لن يسمح لأحد باهانته وهو رجل يعتز بشرفه وشرف بلاده !!

سبحان مغير الأحوال، فإذا كانت السيدة بيطاط تقول أن الرئيس يحكم حتى وهو مريض فلماذا شككت فيه سابقا؟

لو أن السيدة زهرة بيطاط اكتفت بالقول أنها ضد تصرف فالس مع تمسكها بمعرفة من يحكم البلاد والعباد فعلا، لقلنا أخذتها العزة والنيف مثل صديقتها لويزة حنون التي قالت أنه من حق الجزائريين أن يحنطوا رئيسهم لو شاءوا.. شنانة في الفرنسيين !!

أليس حديث التحنيط أكثر إساءة للرئيس من الصورة التي نشرها الوزير الأول الفرنسي !

لكن السيدة بيطاط وفي الحوار ذاته، تنقلب تماما على مواقفها التي خاطتها رفقة صديقتها الحميمة لويزة حنون حين تقول: نحن الجزائريون نعلم جيدا أن الرئيس بوتفليقة مريض، لكن لا نعرف إلى أي درجة فقط !!

يعني هذه المشكلة الوحيدة والعويصة التي تؤرق السيدة بيطاط ومن معها..معرفة إلى أي درجة يعاني الرئيس من مرضه !! فهل رأيتم تفسيرا “أسمط” من هذا؟ !!

أما الهذيان الحقيقي فهو عند مقارنة السيدة زهرة بيطاط، (رغم تفاوت السنين وتغيّر الأمم وتبدل الجغرافيا والتاريخ..) ما يقع الآن من شتائم فرنسية للجزائريين بمثل ما وقع في سنوات الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران..” لكن الجزائريين لم يعلقوا على مرضه ولم يسخروا منه” تقول بيطاط موجهة كلامها لفالس الذي ينتمي لذات التيار الاشتراكي الذي يعد ميتران أحد رموزه الكبار !!

ويا ليت الأمر توقف عند ميتران، بل راحت المجاهدة الكبيرة، وعضو مجلس الأمة المقالة مؤخرا، تستنجد بما وقع في عهد جورج بومبيدو وبيجار وجنرالات الاستعمار الفرنسي !!

نتفهم جيدا أن زهرة بيطاط غيرت موقفها 180 درجة عن الرسالة التي وقعتها ضمن مجموعة الـ19، فقد تبين لها ولرفيقتها لويزة حنون أن “الدنيا مع الواقف” وان كان جالسا..وأن لدى زعيمة حزب العمال من الملفات ما يجعلها تتراجع عن لعب دور المعارضة أكثر مما هو مخطط لها !!

لكن أن تستغفلنا السيدة بيطاط بالقول أنها لا تعرف إن كان الرئيس مريض بشكل كبير، ثم تدعو للبحث عن السلطة الموازية دون أن تسميها فهذا ما لا يمكن فهمه بتاتا إلا باللعب على كل الحبال..والتراجع والبحث عن اعتذار لائق و”خرجة” مناسبة من أزمة المعارضة التي ارتدت ثوبها في المدة الأخيرة، بدليل ما قالته عن الرئيس حيث صرحت:”أعرف بوتفليقة جيدا، هو لا يمكنه أن يسمح بأن يهان بهذه الطريقة، لا هو لا بلده”..فلماذا وقعت إذن على رسالة تشكك في قدراته أصلا !!

أليس هذا التخبط سبب آخر يجعلنا نتساءل عن “القدرات السياسية” للسيدة بيطاط، ونشكك في “عقل” لويزة حنون !!

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى