حواراتريبورتاج

حملاوي: نتطلع لتحرير الهلال الأحمر من نموذج العمل الجمعوي التقليدي

أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، ابتسام حملاوي، أن مهمة صعبة تنتظرها على رأس الهيئة انطلاقا من تصويب الصورة الذهنية السيئة التي يحملها الكثير من الجزائريين عن الهلال الأحمر الجزائري.

وتحدثت ابتسام حملاوي في حوار مع “سبق برس”، عن استراتيجيتها الجديدة للخروج بالهلال الأحمر من تقليد توزيع التبرعات الموسمية والأعراف التقليدية للعمل الخيري، مشيرة إلى أنهـا ورثت تركة ثقيلة عن سابقتها سعيدة بن حبيلس.

“الهلال الأحمر يتجه لتقديم مساعدات إلى منطقة الساحل”

وقالت حملاوي إن الهلال الأحمر الجزائري يعيش عهدا جديدا من خلال طي صفحة الماضي وتفعيل الدور الحقيقي للهيئة بالنظر لبعدها الوطني والدولي، من خلال اعتماد استراتيجية “الأسرة المنتجة” التي تستهدف تحرير الهلال الأحمر من قيود العمل الخيري التقليدي التي ثبتتها الممارسة على مدار سنوات، واعتماد نمط جديد يتمثل في إدماج المعوزين في مشاريع اقتصادية للتمكن من إعالة عائلتهم بأنفسهم ولما لا الانتقال إلى مرحلة الاسهام في إنعاش الاقتصاد الوطني.

فضلا عن تحضير برنامج ثري لفائدة أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة من أجل إنشاء مراكز تُعنى بأطفال التوحد خصوصا العائلات التي لا تملك الإمكانيات لدمج أطفالها في مدارس خاصة. -تقول المتحدثة-

وعلى الصعيد الخارجي، أكدت حملاوي أن الهلال الأحمر سيركز على منطقة الساحل ومرافقـة مسار الإعانات المالية الضخمة التي تضخها الجزائر هناك لفائدة الدول الشقيقة.

عصرنة الهلال الأحمر الجزائري

وحددت حملاوي المجهودات التي ستركز عليها هيئتها في رقمنة الهلال الأحمر الجزائري اتساقا مع الإرادة الحقيقية للدولة في عصرنة مختلف مؤسساتها، حيث قامت بتنصيب خلية للإعلام الآلي تسهر على رقمنة القطاع واستغلال مجال التكنولوجيا في العمل النبيل الذي تقوم به مؤسسة الهلال الأحمر.

كما طالبت محدثة “سبق برس” المكاتب الولائية بتقديم إحصائيات لعدد المتطوعين والمنخرطين من أجل إعداد بطاقية وطنية رقمية للهيئة، بالإضافة إلى تعيين مكلفين بالإعلام والاتصال على اعتبار أن مجهودات جبارة قامت بها الفروع الولائية للهلال الأحمر لم تأخذ نصيبها من التغطية الإعلامية وهو ما أسهم في تثبيت الصورة السيئة لدى الكثير من الجزائريين. -على حد قولها-

“إعانات خارجية مشبوهة تُهدد الجزائر”

وأبرزت ابتسام حملاوي مجهودات الدولة لـوضع المساعدات الأجنبية في إطار منظم وواضح، في ظل مساعي عديد المنظمات الدولية التي تقوم بتمويل بعض الجمعيات لأغراض سياسوية وحتى تبشيرية وهناك من تعمل على نشر التشدد الديني وهي كلها أمور خطيرة على المجتمع الجزائري.

وأضافت: “ونحن بصفتنا ذراع الدولة الإنساني سنساهم في إحباط هذه المخططات من خلال متابعة مسار هذه التبرعات”.

“وضع مالي صعب يعيشه الهلال الأحمر”

وأوضحت رئيسة الهلال الأحمر أن الهيئة التي تقودها، تتلقى العديد من الإعانات على اعتبارها منظمة إنسانية دولية من بينها إعانات الدولة، معتبرة أن “الأهـم هو كيفية ضمان استقرار مصادر التمويل من خلال تحفيز الشراكة مع مختلف الشركاء”.

كما أشارت إلى أن “الوضعية المالية صعبة نوعا ما بالتوازي مع البعد الوطني والدولي للهلال الأحمر الجزائري”، في حين سيكون المتعاملين الاقتصاديين وجهة الهلال الأحمر الجزائري في إطار الشراكة.

“ورثت تركة ثقيلة”

وحسب المتحدثة فإنها ورثت تركة ثقيلة ومسؤوليات مضاعفة، انطلاقا من العمل على تصويب الصورة السيئة التي يحملها الجزائريين في أذهانهم عن الهيئة.

علاوة عن ذلك، ترى أن الضرورة تستدعي تحديث مفهوم العمل الجمعوي عموما من خلال إحداث القطيعة مع عهد الصالونات المكيفة، وهو ما عزمت عليه في أولى خرجاتي الميدانية. -تقول حملاوي-

حملاوي ترد على منتقديها

وردت حملاوي على الانتقادات الموجهة لها بالقـول: “إن الثبات على المواقف هو الأساس وأنا مع الدولة والتجديد والتغيير بطرق سلمية ومدروسة كما أنني ضد الفوضى الخلاقة التي من شأنها أن تجر الجزائر إلى سيناريوهات الدول المجاورة. كما أعتقد أن اقتراح البديل قبل طلب نهاية شئ ما سيحفظ ماء وجه أي جهة ناقدة”.

وتابعت: “شئ إيجابي أن تكون محل انتقادات بناءة تسهم في تكوين شخصيتك أكثر، أما بالنسبة لتلك الانتقادات الهامشية التي يسطو من خلالها البعض على حياتي الخاصة ضلما وعدوانا .. في الحقيقة لا أهتم ولا أبالي بالانتقادات الهامشية بالنظر لحجم المسؤوليات المنوطة بي”.

 

 

 

 

 

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى