سياسة

الرئيس تبون يؤكد تمسك الجزائر بمبادئ عدم الإنحياز

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر ساهمت بدون هوادة في مدِّ يَدِ العون للدول الشقيقة والصديقة المتضررة من آثار الأزمة الصحية ومخلفاتها المتواصلة.

وقال الرئيس تبون في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان خلال أشغال اجتماع حركة عدم الإنحياز بالعاصمة الأذرية باكو: “لقد رافعت بلادي على المستوى الدولي، ومنذ بداية الأزمة الصحية، من أجل العمل على تكريس المساواة بين الدول في توزيع اللقاح، خاصة لفائدة الدول النامية، بغض النظر عن مستويات تطورها الاقتصادي أو التكنولوجي، حتى يتسنى لها التمتع بحقها في الرعاية الصحية المناسبة واللازمة،وتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

وأضاف: “هذا، وعلاوة على المساهمة المالية التي قدمتها الجزائر لصندوق الأمم المتحدة للاستجابة العالمية للفيروس، دعت بلادي المؤسسات المالية الدولية إلى فك الخناق عن الدول النامية، من خلال تبني جملة من المبادرات التي تشمل التخفيف من عبء ديونها، ومرافقتها في سياساتها الوطنية لما بعد كوفيد-19، وتسخير الامكانيات المالية التي تسمح لها بإعادة تأهيل قنوات التمويل والتسويق، وكذا النهوض باقتصادياتها”.

وعلى الصعيد الإقليمي، شددت الجزائر مراراً على ضرورة تعزيز التنسيق، بما يسمح بدعم التعاون في إطار أجندة إفريقيا 2063، وأجندة التنمية المستدامة 2030للأمم المتحدة،كما ساهمت في إرساء مختلف الآليات على المستوى الإفريقي لمواجهة هذه الجائحة، على غرار إنشاء صندوق لتمويل جهود مكافحة الوباء، الذي لم تتردد بلادي في المساهمة فيه ماليا. -يقول المتحدث-

أما على الصعيد الوطني، اعتبر الرئيس تبون أن “الاستراتيجية الوقائية التي تبنتها السلطات العمومية الجزائرية للتصدي لتفشي فيروس كورونا، أثبتت فعاليتها خلال مختلف مراحل الجائحة. بالإضافة إلى اتخاذ مجموعة من القرارات لتعزيز التدابير الوقائية، تمكنت الجزائر من تجاوز الظروف الصعبة بتضافر الجهود الوطنية وروح الابتكار لدى شبابنا، مما سمح لنا بتحقيق اكتفاء ذاتي فيما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحص”.

كما مكنتنا هذه الاستراتيجية -يضيف الرئيس- من إشراك جل الفاعلين،من خلال تكثيف الجهود الحكومية، بالتنسيق مع السلطات المحلية والمجتمع المدني والحركات الشبابية، والمنظمات الدولية، وتقوية قدراتنا الوقائية وتعزيز منظومتنا الصحية. وفي إطار البناء ما بعد الوباء، تواصل الدولة الجزائرية التكفل بالآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19،لاسيما من خلال إجراءات الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وتعزيز نظام الحماية الاجتماعية.

وأكد رئيس الجمهورية استعداد الجزائر لدعم المبادرات الرامية لتعزيز التضامن والتكافل بين دول حركة عدم الانحياز من أجل البناء ما بعد الوباء، ومرافقة كل الدول الصديقة والشقيقة في جهودها للخروج من هذه الأزمة، التي علمتنا الكثير، خاصة ضرورة توحيد الصفوف وتغليب روح التعاون.

وتابع: “ولا شك أن السياق الدولي الراهن يضع حركتنا أمام ضرورة تحمل مسؤوليتها إزاء التحديات التي تواجه بلداننا، وفي مقدمتها استفحال بؤر التوتر والنزاعات الإقليمية والدولية، والتحديات التي يطرحها السباق نحو التسلح، وتفاقم أزمة المناخ والأزمات الصحية المرتبطة بانتشار الأوبئة، والتي باتت تهدد اليوم حياة ملايين البشر عبر العالم”.

كما جدد تمسك الجزائر الثابت بمبادئ وأهداف حركة عدم الانحياز التي أكدت الأحداث التي هيكلت العلاقات الدولية مدى صوابها وصلاحيتها في السياق الراهن، داعيا إلى ضرورة تجديد العهد مع الحركة ومضاعفة الجهود لتفعيل دورها في إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية بما تحمله من تحديات ورهانات جديدة.

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى