أخبار هامة

الجنرال توفيق أوصى بالتقيد بتعليمات طرطاق في “خطبة الوداع”

قام الفريق المتقاعد محمد مدين الثلاثاء 16 سبتمبر بإلقاء آخر كلمة له في مبنى مديرية المخابرات بدالي إبراهيم غرب العاصمة، أمام كبار ضباط الجهاز من رؤساء مصالح ومسؤولي الفروع في مديرية الأمن والاستعلامات، ذكر فيها بضرورة التقيد بتعليمات القيادة الجديدة للمخابرات.

وأكد مصدر مطلع لـ”سبق برس” أن الفريق المتقاعد ألقى، صبيحة الثلاثاء الماضي، كلمة طويلة تكون تجاوزت ساعة أمام عدد محدود من الجنرالات الذين ينتمون حصرا لجهاز الإستخبارات وفي حضور خلفه في الجهاز عثمان طرطاق المدعو بشير، استحضر فيه المراحل التي اجتازها في المؤسسة العسكرية وقبلها انخراطه في صفوف جيش التحرير الوطني، وتضمنت كلمة “الماجور” كما ينادى من قبل مساعديه، بعض التفاصيل عن سبب اختياره العمل في صمت وكرهه الأضواء، حيث تحدث لأول مرة لفترة زمنية طويلة وهو المعروف عنه الاستماع لشروحات مساعديه قبل إلقائه للأوامر أو إصدار قرارات مختصرة، وشكر الجنرال توفيق كل من رافقوه أثناء توليه المسؤولية التي قال أنها تعاظمت مع توليه رئاسة الجهاز في 4 سبتمبر من سنة 1990 حيث كانت البلاد تعيش مخاضا سياسيا وأمنيا كبيرا.

وشدد الجنرال توفيق على أن المخابرات الجزائرية أصبحت تعد الأكبر مقارنة بنظرائها في إفريقيا بفضل جهود منتسبيها في كل الرتب، كما أنها اكتسبت سمعة كبيرة في العالم مما أهلها للعب دور يحفظ السلم والأمن في الجزائر والجوار الإقليمي.

وأكد المصدر ذاته أن الفريق المتقاعد محمد مدين جلس إلى جانب الجنرال عثمان طرطاق وكان يبدو عليه الهدوء الشديد وهو يلقي كلمته، مستعملا جملة بالفرنسية أكثر من مرة ومعناها ” أغادركم مرتاح البال”، وهو ربما شيء مقصود من الجنرال لإبلاغ قادة جهاز المخابرات بأن التغييرات الأخيرة تدخل ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن الحديث عن امتعاضه من القرار لا أساس له من الصحة.

غير أن الجنرال توفيق لم يتطرق إلى إعادة هيكلة مؤسسة الاستخبارات التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بإعتباره وزيرا للدفاع الوطني، حيث أصدر الأخير قرارات سحب منها عدة صلاحيات من المخابرات في عهد الجنرال توفيق، وإلحاق عدة مديريات بقيادة الأركان التي يقودها الفريق، أحمد قايد صالح.

وأكد المصدر أن حضور الجنرال إلى مبنى دالي إبراهيم يدخل في إطار عرف دأبت عليه الاستخبارات الجزائرية في وقت سابق بتسليم المهام بين الوافد الجديد والمدير الراحل، مؤكدا أن الجنرال توفيق غاب فعلا عن حفل تنصيب المدير الجديد عثمان طرطاق الذي جرى بمقر وزارة الدفاع وأشرف عليه الفريق أحمد قايد صالح، يوم الأحد 14 سبتمبر وهو اليوم نفسه الذي أصدر فيه رئيس الجمهورية قرارا بإحالة الفريق توفيق إلى التقاعد.

وأكد المصدر ذاته أن الجنرال توفيق حرص في ختام كلمته على تنبيه الجنرالات الحاضرين بضرورة التقيد بتعليمات القيادة الجديدة برئاسة عثمان طرطاق، وهو ما يظهر حرص الجنرال على تأكيد الإلتزام بأدبيات المؤسسة العسكرية المبنية على الصرامة والانضباط.

وبدوره أشاد الجنرال عثمان طرطاق المدعو بشير في كلمته المقتضبة جدا بمكانة مسؤوله السابق والدور الفعال الذي أداه لسنوات في منصبه.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى