أخبار هامةحوارات

المكلف بالإعلام في الأفلان: “لن يكون للعسكر أي دور في صناعة الرؤساء مستقبلا”

 يؤكد المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، أن  تشكيلته السياسية هي الوحيدة التي بإمكانها صناعة الرئيس، ويربط في هذا الحوار مع سبق برس بين مطلب المجاهدين بعزل الأمين العام للأفلان عمار سعداني بمنصبه ومحاولة سيطرة أطراف من خلف الستار على مفاتيح الانتخابات الرئاسية القادمة ؟

كيف تفسرون الخرجات المتتالية ضد سعداني في الساحة الإعلامية آخرها رسالة 14 مجاهدا ؟

حسب علمي إنها المرة الأولى التي يتدخل فيها مجاهدون في شؤون حزب جبهة التحرير الوطني. نحن نحترم ماضيهم الثوري و احترامهم فرض عين علينا و لكن المجاهد الذي يتكلم عن الجبهة يجب أن يفصل بين صفة المجاهد و المناضل في الأفالان. جبهة التحرير الوطني تسعى للمحافظة على إرث نوفمبر و تصونه. و نحن تأسفنا لتصريح هؤلاء المجاهدين، أين كانوا لما كانت جبهة التحرير مستهدفة في 5 أكتوبر 1988 رغم أنهم كانوا في مناصب عليا في الدولة؟ أين كانوا لما حاولوا هز عرش الحزب في التسعينات؟ أين كانوا لما كان الأفالان مستهدفا في سنة 1997 ؟ و بالتالي علينا احترامهم كمجاهدين حرروا هذه الأرض لكن جبهة التحرير الوطني في 2016 ليست جبهة سنوات الثورة.

هل تقصد أن هؤلاء المجاهدين بتنكرهم  للأفلان في وقت سابق لا يحق لهم الحديث عنه اليوم ؟

نعم، هناك من المجاهدين من أدار ظهره لجبهة التحرير وانتقل إلى البزنس وتحصلوا على قصور في الجزائر و غيرها من الامتيازات، أعطيك مثالا جبهة التحريرالوطني لا تملك مقرا وطنيا و مقرها الحالي في حيدرة هي في الحقيقة مقر قسمة لمنظمة المجاهدين فلماذا لم يتدخل مثلا المجاهد شريف مزيان (أحد الممضين على الرسالة) الذي كان وزيرا للداخلية ليسترجع مقرات الأفالان. اليوم هناك 600 ألف منخرط في جبهة التحرير الوطني أغلبيتهم شباب يؤمنون برسالة الحزب و يدافعون عن قيم نوفمبر فلا مجال للمزايدات.

أشرتم في ردكم على الرسالة أن هناك أطرافا تقف وراء هذه الحملة ضد قيادة الحزب. من هي هذه الأطراف؟

الكل يعلم أن الأفالان آلة فتاكة في الاستحقاقات الانتخابية و أن رئيس الجمهورية هو رئيس الجبهة، ونحن نعيش مرحلة استكمال الإصلاحات من خلال ماجاء به الدستور و تطبيقه على أرض الواقع. إذن الأولوية هي لما بعد الدستور و أقصد قواعد الدولة المدنية التي يدافع عنها حزبنا. وأعتقد أن هذا التشويش جاء ليعرقل إرساء قواعد الدولة المدنية المتمخضة عن إصلاحات رئيس الجمهورية.

ماذا عن الحديث القائل بأن الصراع في الأفلان واجهة للصراع حول مرحلة ما بعد بوتفليقة ؟

من الواضح أن هناك أطراف تحرك اللعبة من خلف الستار وذلك بهدف السيطرة على رهان الانتخابات الرئاسية لـ2019. وهي مناسبة لنؤكد أن أكبر تشكيلة سياسية و هي جبهة التحرير الوطني   الوحيدة التي بإمكانها صناعة الرئيس، في حين لن يكون بعد اليوم للمؤسسة العسكرية أي دور في السياسة و خاصة صناعة الرؤساء، وبالعودة لسؤالك فإنه من المعروف انه من يتحصل على الأغلبية في انتخابات 2017 التشريعية و المحلية هو من يكون له الدور الأساسي في الانتخابات الرئاسية لـ2019. و بالتالي فهذه التحركات تدخل في هذه الحسابات و المراد منها إضعاف الأفالان من أجل محاولة السيطرة على مجريات هذه الانتخابات و ما يتبعها. و في نفس الإستراتيجية يراد كسر الجدار الوطني الذي أسست له جبهة التحرير من خلال مبادرته لمساندة رئيس الجمهورية و الحفاظ على استقرار البلد.

اتهمتم الجنرال توفيق بالوقوف وراء رسالة 19 ماذا عن دوله في رسالة المجاهدين الأخيرة  ؟

حقيقة السيناريوهين متشابهة لكن الإخراج تغير. أوجه الشبه تكمن في أن الاثنين خاطبا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. جبهة التحرير الوطني بقيادتها الحالية وفية لرئيس الجمهورية وتدافع على إصلاحاته و انجازاته. لو كانوا كما يدعون قاموا بتلك الرسائل رأفة بجهة التحرير الوطني فأين كانوا في محطات أخرى سابقة؟ بطبيعة الحال رسالة المجاهدين و رسالة مجموعة ال19 سابقا يخدمون جناحا يريد التموقع داخل الأفالان من أجل الاستحقاقات القادمة لكن الحزب على ما يرام و كل القسمات و المحافظات ملتفة حول القيادة الحالية الأمين العام عمار سعداني. يجب أن يعرف الرأي العام أن عمار سعداني إذا استهدف كشخص فلولائه ووفائه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. لما كان سعداني يقول الأفالان يرشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة حتى مسؤولون كبار في الدولة كانوا يضحكون عليه. و اليوم نفس الشيء هناك أشخاص يقولون أن الرئيس بوتفليقة انتهى ولذلك فهم يستهدفون حزبه لإضعافه أو الاستيلاء عليه قصد التموقع للاستحقاقات المستقبلية.

ستحيي الجزائر السبت ذكرى مؤتمر الصومام وهجمات الشمال القسنطيني. كيف يتفاعل الأفلان مع حدثين كان وراؤهما ؟

إن مؤتمر الصومام محطة مهمة من محطات الثورة الجزائرية المجيدة و هو يعتبر المؤتمر الأول لجبهة التحرير الوطني. هي ذكرى من اعز ذكريات الثورة المجيدة و لكن للأسف لم تستطع الطبقة السياسية الالتفاف حول مبادئه بالمساهمة السياسية في استكمال بناء هذا الصرح التاريخي و التخلي على المصالح الحزبية الضيقة و الأنانيات حتى الآن. و نحن نعتز كذلك بهجمات الشمال القسنطيني التي فكت العزلة و الخناق على الثورة الجزائرية.

هناك أصوات مازالت تشكك في قرارات الصومام. ما هو موقفكم؟

نحن نرفض هذا التشكيك جملة و تفصيلا. نحن مع كتابة التاريخ من طرف أكاديميون كتابة تاريخية تمجيدا للثورة و ليس محاكمة التاريخ. نحن نرفض التشكيك في قرارات مؤتمر الصومام و نرفض محاكمة 20 أوت 1956.

انتشرت شائعات في الأيام الاخيرة عن تعيين سعداني في السلك الديبلوماسي تمهيدا لعزله من الحزب..ما هو تعليقك ؟

أولا انا كمكلف بالإعلام للحزب لا أعتد بالإشاعات و يمكنني أن أؤكد لكم أن الأمين العام في عطلة حتى نهاية أوت القادم. أما فيما يخص التعيينات في مناصب الدولة فتلك من مهام رئيس الجمهورية و هي إشاعات حتى الآن لا أساس لها من الصحة يراد بها إضعاف الحزب. أجدد مرة أخرى قولي أن مسألة تنحية سعداني من على رأس الأمانة العامة للحزب غير مطروح بتاتا. ثانيا فيما يخص أجندة الحزب، نحن بصدد التحضير بإعادة بعث نشاطات مبادرة الجدار الوطني من خلال ورشات ستتناول مواضيع الحوكمة الاقتصادية و السياسية و كذلك الجانب الأمني و الإقليمي بالإضافة إلى الجوانب المالية، كما سيشرف الامين العام شخصيا على تنصيب لجنة الدراسات و الاستشراف في القريب العاجل.

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى