بعد تهاوي أسعار البترول، الغاز الجزائري على وشك الانهيار

يبدو أن معاناة الجزائر من شح مداخيل البترول بحكم انهيار الأسعار في السوق الدولية ستزداد تعقيدا، بعد الافرازات الدولية الجديدة في سوق الغاز الطبيعي الذي تعتمد عليه الجزائر بصفة اكبر من البترول حيث تتوفر على 2.4 من الاحتياطي العالمي من هده المادة الأولية الحيوية.
حسب ما ورد في اخر عدد لمجلة “بتروستراتيجي” التي تهتم باستراتيجيات المحروقات في العالم، ستلقى الجزائر صعوبات جمة في تسويق غازها الطبيعي بعد تشبع السوق الأمريكية من خلال ازدهار إنتاج الغاز الصخري وتحولها من مستهلك إلى مصدر.
ويأتي الخطر الحقيقي من أوروبا التي تعد الزبون الأول للجزائر في هده المادة حيث تلعب روسيا كذلك دورا استراتيجيا. في هدا السياق وحسب المجلة التي يديرها الخبير العالمي في الطاقة “بيار تارزيان” ستدخل روسيا في السوق الحرة للغاز من أجل بسط سيطرتها على القارة العجوز.
للإشارة السوق الحرة للغاز تمتاز بالبيع بالمزاد العلني لكميات هائلة من الغاز عكس إستراتيجية الجزائر التي تعتمد على العقود طويلة المدى و إلحاق أسعار الغاز بأسعار البترول. من خلال الوضعية الحالية للأسواق و التحول العميق للمشهد الطاقوي العالمي، الجزائر ستواجه مشكلين أساسين.
المشكل الأول يتعلق بانهيار أسعار البترول و معها سعر الغاز الملحق بسعر البترول و الثاني مرتبط أساسا بالأسعار المنخفضة جدا التي تمتاز بها السوق الحرة للغاز و التي لا تعتمد عليه الجزائر كإستراتيجية.
رغم أن هده التحليلات من طرف خبراء المجلة العالمية تعتمد على احتمالات في سوق تشهد عدم استقرار دائم إلا انها تعكس هشاشة المستقبل الطاقوي للجزائر في انتظار تنويع الاقتصاد الذي تعد به الحكومة منذ انهيار أسعار البترول العام الماضي .