أعمدة الرأي

تسوطي ولا ما تسوطيش !

يوم الخميس الرابع من ماي الجاري، ستٌعرف نسبة الذين “سوطاو” والذين “ما سوطاوش”، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني “اللي ما سوطاش” واش اربح؟، يعني في فائدة من ستكون المقاطعة؟، بالتأكيد تعني الاستمرارية..

لا ينكٌر أحد من الجزائريين أنه “كي مرض مكانش الدوا”، صحيح أنه تم بناء مسجد بدل مستشفى في مستوى “فال دوغراس”، ولكن كيف يمكن تغيير واقع الصحة؟ “كي ما تسوطيش”، أو بانتخاب برنامج بديل.. نعم صحيح أن نسبة التسرب المدرسي مرتفعة وأن التعليم مجاني بمقابل “النيفو با”.. ولكن يمكن تغير المنظومة التعليمة للأحسن..

لا يٌكّذب أحد واقع الفقر بالجزائر، ونحن على أبواب شهر رمضان لتكشف قفة العار المستور، وتؤكد أن القدرة الشرائية ضعيفة وتزداد ضعفا.. صحيح “كي برد ما غطاوهش”، أنا نقولك “سوطي” فقد يتغير الوضع ولو بعد حين..

نعم العديد من الجزائريين ينتظرون سكنات “عدل” منذ 2001 و2002 وأنا أنتظر معهم منذ 2013 و”مابان والو”، وأنا أيضا خائف أن يكون هذا الحلم مجرد وهم.. ولكن الأمل قائم..

كلنا نعلم أن واقع الرياضة مريض، خاصة بالنسبة للنخبة، أتحدث عن معرفة بالواقع.. فأنا أمين عام لجمعية رياضية محلية، وأعرف جيدا معاناة الرياضيين.. هل إذا “ما سوطيتش” سيتغير الوضع!

أما قطاع العدالة، فالقاصي والداني يعرف ما يعيشه القطاع، ولكن هل بقاؤك في البيت يغير “عبار العدالة” ليصبح معتدلا في كفته؟!

صح عندك الحق، أنت “تسترزق في الدلالة” وتم حجز سلتعك، في حين أن بارونات السكوار لا أحد يزعجهم، بالعكس تصريحات المسؤولين تشجعهم..، هل لما “ما تسوطيش” سيتحسن الوضع؟

الجميع يٌقر بأن منحة 4 آلاف ينار لا تكفي لشيء.. وأن الصيادلة تم تعنيفهم.. وأن الشرطي النزيه قد يتعرض للتحويل إلى صحرائنا الشائعة، وأن الشهرية ما تكفيش..، ولكن تأكد أنك إذا “ما سوطيتش” لن يتغير شيء بل ستزداد الأمور تعقيدا وسوء، وإذا “سوطيت” قد يتغير شيء..

البعض قد يتساءل كيف يمكن التغيير بالانتخابات، أنا أذكّرك، من أخبرك بما تم من زيادات في قوانين المالية الماضية؟ أليست هي أحزاب المعارضة، أليست هذه الأخيرة هي التي فضحت الموالاة بأنها زايدت على السلطة وطالبت برفع بعض الضرائب التي لم تطلبها حتى السلطة، من أعلم الجزائريين بما يطبخ ويحضر من قوانين جائرة ولا تخدم الجزائريين، أليست هي قوى المعارضة وأحزابها المتواجدة في البرلمان..، شعار العهدة الماضية كان “المقاومة” وهو نفس شعار العهدة القادمة.. وهذا على الأقل..

ألا يردد الجزائريين شعار “افحل وما يقبلش الذل؟”.. إذا غير أو مت وأنت تحاول بـالمقاومة..، بأن تختار الرجال والبرامج البديلة لتلك التي حكمت منذ سنوات الاستقلال..

على الأقل عاقب ما كان السبب في ذلك، واختر البديل عنهم..

اختر بين أن تسعى لتغيير الوضع بأن “تسوطي” على أمل أن يتغير الوضع، أو أنك “ما تسوطيش” وتأكد أن الوضع سيبقى على حاله وهذا في أحسن الأحوال، مع العلم أنه سيزداد سوء.. وهذا المتوقع..

وربي اجيب الخير

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى