أخبار هامةولايات

دخول مدرسي يُربك السير في العاصمة

6 سبتمبر 2015 يوم سيبقى عالقا بذاكرة الجزائريين وخصوصا سكان العاصمة الذين بدؤوا يومهم على وقع طرقات مغلقة بسبب الإزدحام الخانق الذي عرفته معظم الطرقات والشوارع، مما تسبب في تعطل حركة المرور وتأخر الموظفين على الوصول إلى مراكز عملهم في صبيحة الأحد، اللافت أن كثيرين لم يوفقوا في إيصال أبنائهم الذين حضروا أنفسهم كثيرا لمشاركة زملائهم إحتفال ولوج قاعات التدريس بعد غياب لمدة ثلاث أشهر تقريبا.

الطرقات تحرمهم من الوصول على الساعة الثامنة

الدخول المدرسي حسب تعبير العائلات الجزائرية وعامة الشعب، والدخول الإجتماعي كما يرد على لسان الوزراء والمسؤولين بقدر ما كان فرحة لدى الكثيرين بالإلتحاق لأول مرة بالمدرسة أو حتى بالنسبة لأولائك المتحمسين للدراسة من تلاميذ المؤسسات التبوية في جميع الصفوف، إلا أنه كان نقمة على السائقين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في طرقات بقيت طول فصل الصيف خالية إلا من بعض السيارات بسبب ظاهرة هجرة العاصمة إلى مدن ساحلية أخرى أو السفر خارج البلد، والعودة إلى الأهل في المدن الداخلية بالنسبة للغالبية في فصل الصيف.

سبق برس وقفت على الإزدحام الذي عرفه الطريق السريع الرابط بين زرالدة والدار البيضاء، نقطة الموت المروري كانت في المحول الذي يربطه بالشراقة، السيارات تتحرك بصعوبة وساعتين للوصول إلى بن عكنون، البعض فضل دخول دالي إبراهيم وآخرون إستسلموا لقدرهم ووصولهم المتأخر لمكاتبهم ومراكز عملهم، والمحظوظون هم الذين كانوا يدركون أن بداية الدخول المدرسي تكون إختناقا في الطرقات وإزدحاما في الشوارع وحضروا أنفسهم لهذا الحدث الجلل.

الساعة الحادي عشر، ثانوية الإخوة حامية بالقبة، تلاميذ إلتقيناهم عند الباب بدا وكأنهم سعداء بإلتحقاهم مجددا إلى مقاعد الدراسة، سألنا منير عن إنطباعه أكد لنا أنه وصل متأخرا حوالي التاسعة والنصف نتيجة الإزدحام الذي عرفه الطريق من مقر سكنه بباب الزوار، وفضل الإنزواء رفقة أصدقائه للحديث عن تفاصيل العطلة الصيفية، قبل دخول الثانوية منصف النهار.

العاصمة تتحول  إلى “بكين” في اليوم الأول

قلب العاصمة المعروف بحركيته الدائمة، كان طول نهار اليوم أشبه بمدينة صينية نتيجة تحرك التلاميذ بإتجاه مدارسهم أو العودة منها، بالإضافة إلى تفضيل الأولياء القاطنين وسط العاصمة مرافقة أبنائهم في اليوم الأول سيرا على الأقدام لتجنب إزدحام الطرقات، كما أن بداية الإمتحانات الإستراكية في الجامعة المركزية وبعض المعاهد والمدارس العليا بالعاصمة أسفرت عن عودة الطلبة من ولاياتهم، وهو ما تؤكده المواقف المخصصة للنقل الجامعي، حيث أصبح حافلات “طحكوت” المخصصة لهم محل تهمة من السائقين بأنها سبب في تعطيل حركة السير .

مراكز البريد والبلديات ..حركية عادية

إعتاد زبائن البريد المركزي على إكتظاظ كبير مع بداية كل أسبوع إلا أن هذا الأحد كان مغايرا لسابقيه، حيث وقفت سبق برس على عدد محدود من الزبائن على الساعة منتصف النهار وعشر دقائق، نتيجة إنشغال المواطنين بالعودة إلى مراكز عملهم، ومرافقة أبنائهم إلى المدارس أيضا، خديجة موظفة إلتقينا بها داخل مركز البريد سألناها عن سر إختيارها لهذا اليوم لسحب الاموال، فأجابت بأنها إعتادت أن تسحب أجرتها بداية كل  شهر لكنها أجلت ذلك هذه المرة حتى تتزامن مع الدخول المدرسي لمرافقة إبنتها المتمدرسة في الصف الأول إلى إحدى المكتبات وسط العاصمة لإقتناء حاجياتها المدرسية.

بلدية الجزائر الوسطى بدورها شهدت إكتظاظا محدودا وما لاحظناه وجود عدد كبير من الطلبة والأولياء بصدد إستخراج وثائق تخص الدخول الجامعي والمدرسي، في حين تكفل الموظفون بتأمين سلاسة إستخراج الوثائق في كل الشبابيك.

مكتبات مخنوقة بالزبائن وسط العاصمة

بعد إنتهاء معظم العائلات من شراء كسوة الدخول المدرسي، شهدت محلات العاصمة في شارع العربي بن مهيدي نقصا كبيرا في توافد الزبائن الذين هجروها لصالح المكتبات، مكتبة “تيكنو” كانت عند الساعة الثانية زوالا مكتظة بالاولياء والتلاميذ الذين بدؤوا في إقتناء حاجياتهم المدرسية بمجرد إنقضاء الفترة الصباحية في المدارس، عمي أحمد رافق حفيده المتمدرس في السنة الخامسة، يؤكد لنا أنه إعتاد شراء اللوازم المدرسية لحفيده الوحيد كل سنة، وإختار هذه المرة على غير العادة اليوم الأول من أجل شراء لوازم الدراسة بعد أن تكفل والده بإقتناء محفظة جديدة له.

بقية المكتبات وسط العاصمة كانت تعج بدورها بالزبائن خصوصا الأمهات اللاتي أصبح إقتناء الأدوات المدرسية ضمن صاحياتهم التي لا  يتنازلن عنها للآباء ولا حتى للأبناء، حيث بدا وكأن كل والدة حرصت عل مرافقة الأبناء أو البنات للمكتبات للتقيد بشراء كل ما طلب منهم من طرف المعلمين لتأمين تحصيل علمي في المستوى.

 

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى