أعمدة الرأي

شكشوكة مخ.. تربوية!

ما وصله التعليم من “فضائح” (تفرض ولا تأتي نتيجة فشل أو سوء، تظهر دائما في شكل “معركة إعلامية” ضد غودو)، ليس تسريبات مواضيع بكالوريا فقط، وليس بن غبريط او بابا احمد او بن بوزيد أو الذي قبله ومن راح ضحية فضيحة بكالوريا 1992، وألصقت قراءات بذهاب بن محمد ثم ذهاب سياسيين وجنرال حكم البلاد. ما وصله التعليم يخفي لعبة تدور منذ اختلف السياسيون على “إصلاح التربية” قبل سنة 1980، واخرجوا نسخة رديئة على “التعليم الأساسي”، الذي أضاع الخطوات الأولى وبقي يحبو،، لعبة تحولت بـ”حكمة” مجانية التعليم، إلى سوق كبيرة، يبتاع فيها “الباسيوناريون” الأورو والدولار بدينار الكتب المدرسية والأقلام والمحافظ.. وصفقات المدارس الخاصة.. (إطلعوا على رقام سحب الكتاب المدرسي في كل الأطوار، مداخيل المدارس الخاصة، والكراريس المستوردة، والكتب شبه المدرسية و88 مليون كتاب مدرسي يطبعه الخواص، بعد سحب الصلاحية من الديوان الوطني للكتاب المدرسي)
اللعبة بعد إشباع غرائز مادية، أظهرت كروشا، وطمعت كروش أخرى فيها، وتتقدم هذه الكروش بلحى، لا تشبه لحية ماركس التي سبقتها إلى القصعة.. توسعت دائرة “الهفّاقة” أكثر فأكثر، فطمع ناشرون بدرجة مدير جريدة في “الوليمة”، وظهرت عناوين استفزازية وهجومية، تارة باسم الدين وتارة باسم الدفاع عن الهوية، وأخرى تحت عباءة الدفاع عن البراءة،، وزادت وتيرة هذه الهجومات، المبرمجة، في التربية تحديدا، ومن قبل عناوين تخرج عن “أخلاقيات المهنة” ولا تكتفي بنقل الوقائع، وتضفي مسحتين على النص و”المانشيت” عادة، الأولى إيهامية بان خطبا ما سيصيب “اللغة” و”التربية”، والثانية ابتزازية فيها تورية.. لا يفهما إلا المقصودون بالسهام..
لدينا اليوم إمبراطوريات إعلامية لا تكتفي بالإعلام فقط.. لدينا رجل سياسي-مستورد، رجل أعمال-سياسي، رجل دين-تاجر، أستاذ-بائع خضر، جامعي-ترابانديست،،، أحزاب تمارس الإعلام، وإعلام يمارس السياسة..
من غير المعقول ربط التسريب بشخص فقط (يطلع أو يهبط)، ومن غير المعقول ربطه باللغة والهوية، وإن كان في الموضوع رائحة من ذلك.. التسريبات في التربية والبنوك.. والعقول أيضا (على الأقل إعلاميا)، لديها أهداف لا تقتصر على اسم بعينه، ولا على تلاميذ موسم، ولا على جزء من خارطة التعليم (مثلما تروج له الوزارة).. التسريب له أوجه سياسية واقتصادية-تجارية وتعليمية-ايديولوجية، وأكثر من ذلك التسريب يقدم مبررات للطرفين، ليست موجودة في القانون، ولا تقدر السياسة علي لملمته بأرقام تظهر هنا وهناك.. ما بعد التسريب سيظهر ما الذي حدث فعلا، ولماذا حدث في الوقت الذي كان ينتظر فيه دعاة الهوية العكس تماما، ضربة الحظ لا نجدها، إلا في زهرة النرد.. التاريخ يقول أن “فضيحة بن محمد” فتحت الباب للاستثمار في المدارس الخاصة، بعيدا عن مليكة غريفو كشخص، والتاريخ يقول أن مجانية التعليم أصبحت مجرد كلام.. والتاريخ أيضا يقول إن فتح باب جهنم فيه ضحايا ظاهرين،، وفيه مستفيدون مستترون.. في النهاية التسريب ما هو إلا بداية فقط. والسؤال: في اي اتجاه؟ ملاحظة: التاريخ يرصد ظاهرة: إذا رفضت إصلاحا فرض عليك بطرق شتى..!

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى