أعمدة الرأي

عصا سليمان !

من المحيّر أن تصّر الحكومة أو حكومة سلال على إقحام الحمسيين وحركتهم في الحكومة، وتطلق لهذا الغرض حملة الإغراء والترغيب والتفاوض، وهي تملك من جنود الموالاة  وأحزاب الـ”الوي الوي” في تشكيلة البرلمان الجديد ما يمكنها من تمرير أي قانون أو تعديل مادة دون عناء.

موقف الحكومة الحالي يدعو إلى التفكير، للوقوف على خلفياتها أو أهدافها، والذاكرة القريبة التي ليست ببعيدة تؤكد على أنّ  الحكومة ذاته نعت من تدعوهم حاليا للمشاركة في طاقمها من الوزراء ولتوزيع الحقائب على قياداتها بأقبح النعوت، بلغت حد التخوين ضمن من وصفتهم بذلك من معارضة قالت بأنها تخدم أجندات أجنبية، ومد موجة الربيع العربي بالوقود بإشعال الفتنة.

التيار الاسلامي الذي خرج أو أُخرج من الحكومة منذ العديد من السنوات، بعد العهد الذي قضاه بداخلها ضمن الاتلاف والتحالف، تسعى السلطة فجأة لإعادة ضمه إليها، على الرغم من أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة لم تمنح الحركة سوى 33 مقعدا في الغرفة السفلى من البرلمان، ستكون عاجزة عن الوقوف أمام “رغبات” الحكومة والموالاة، في وضع الاستراتيجية ورسم خطة التقشف للتكيّف مع الأزمة.

وتجد مساعي الحكومة بعض التبريرات في محاولة إيجاد التوازن في الطاقم من الوزراء من شأنه اسكات بعت الأصوات وإن كانت “خافتة” أو غير مؤثرة، فزمن المعجزات وحتى الكرامات قد ولى، فالإسلاميون لا يملكون لا عصا موسى ولا خاتم سليمان لإخراج الجزائر من أزمتها، أو التخفيف من وطأة انهيار أسعار النفط وانكماش المداخيل الوطنية.

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى