أعمدة الرأي

كيف ترد ..!

دأب مذيع الجزيرة فيصل القاسم على أن يسأل ضيفه في زحمة صراع الديكة ليثيره قائلا: إن فلان يقول لك كذا وكذا ويرى كذا وكذا ويؤكد أن كذا هو كذا وكذا… فكيف ترد عليه” وهذا لحن استحبه القاسم وسار وراءه المقلدون له في الجزائر وغيرها.. ذلك لأن “كيف”، وكما جاء في العباب الزاخر اسم مبهم غير متمكن …  وهو للاستفهام عن الأحوال.

وقد يقع بمعنى التعجُّب والتوبيخ كقوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرونَ بالله.) .. ويكون حالا لا سُؤالَ معه، كقولك: لأُكْرِمَنَّكَ كيْفَ كُنت؛ أي على أي حال كُنْتَ. ويكون بمعنى النفي كقول سُويد بن ابي كاهِل اليشكري :”كَيْفَ يَرْجُوْنَ سِقَاطي بَعْدَما    جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشِيْبٌ وصَلَعْ”.. وأما قوله تعالى: (فَكَيْفَ إذا جِئْنا من كلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) فهو توكيد لما تقدّم من خبر وتحقيق لما بعده، على تأويل إنّ الله لا يَظِلم مثقال ذرَّة في الدنيا فكيف في الآخرة. وإذا ضمَمْت إليه “ما” صحَّ أن يُجازى به تقول: كيف ما تَفْعَلْ أفْعَلْ.

وعليه فإن فيصل القاسم وفي هذا المقام لا يسأل ضيفه عن أحواله أو أحوال خصمه، ولا يقصد توبيخه، ولا يصف حاله، ولا ينفي عنه شيئا، ولا يؤكد ما تقدم من كلام ضيفه ولا يحقق لما بعده، إنما وبكل بساطة يسأله عما لديه من أجوبة وردود على صاحبه أي “بم يرد عليه”.. فالأصح هو القول:” هذا ما يقوله فلان فبِمَ ترد عليه، وليس كيف..

Nosreddineg@yahoo.com

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى