سياسة

هدنة سعداني، فوز أويحيى …دلالات و مؤشرات

عكس ما كان منتظرا تجنب البارحة الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، مهاجمة غريمه في الأرندي، احمد أويحي، ساعات بعد انتخابه بأغلبية ساحقة على رأس التجمع الوطني الديمقراطي و رسالة الرئيس بوتفليقة التي يهنئ فيها مدير ديوانه.

ومن الصعب تصور عودة سعداني مجددا للتهجم على أويحي في ظل الظروف السياسية الحالية لأن أويحيى لم يعد أمينا عاما بالنيابة بل أمينا عاما بكل صلاحياته. ضف إلى ذلك لا يمكن لسعداني أن يواصل في انتقاداته اللاذعة ضد أويحي و الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هنأه و قال إنه تابع فعاليات المؤتمر الاستثنائي للحزب عن كثب، لأنه في آخر المطاف عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس حزب جبهة التحرير الوطني.

لكن من خلال عزوف سعداني على الدخول مجددا في تراشقات إعلامية في ظل ساحة سياسية لا يسودها اللطف، دليل على أن غالبية الأحزاب السياسية دخلت مرحلة التحضير لتشريعيات 2017 و التي تتطلب الحذر و البقاء بالقرب من القاعدة و التجنيد.

وفهم أويحيى ذلك جيدا لما أراد مؤتمرا استثنائيا لتثبيت هياكل الحزب بعد الهزات التي عرفها مع أنه كان قادرا على المواصلة بهياكل انتقالية. وتفطنت قيادة جبهة التحرير كذلك لوجوب الدخول لمعترك الانتخابات بقوة و الحفاظ على الصفوف لأن انتخابات 2017 تحدد بنسبة كبيرة مؤشرات الانتخابات الرئاسية 2019 التي قال عنها سعداني أنها مازالت بعيدة و كرسي الرئيس ليس شاغرا.

من الطبيعي أن تراهن أحزاب السلطة على الانتخابات التشريعية القادمة لبسط سيطرتهم على الغرفة السفلى للبرلمان لكن هذا لا يمنعهم من التنافس الذي يعتبر تقليديا بين أكبر أحزاب السلطة التي هي في آخر المطاف تكمل بعضها البعض.

بالمقابل تبقى أحزاب المعارضة المنضوية تحت هيئة المتابعة و التشاور في غيبوبة بعد المؤتمر الباهت للمعارضة و عدم خروجه بجديد بفي ظل رفض السلطة لقتراحاتها.

وإن بقت الساحة السياسية على نفس الإيقاع فلن تشهد أي فعاليات سياسية مهمة حتى الدخول الاجتماعي القادم خاصة مع اقتراب شهر رمضان و العطلة الصيفية التي تمتاز بركود العمل السياسي في انتظار ما تسفر عنه كواليس هذه العطلة من تحالفات و ترتيبات جديدة بعيدا عن أعين الصحافة.

 

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى