أعمدة الرأي

وهران التي نحبها..وتفضحنا سينمائيا!

أحب وهران جدا..أحبها من دون كل المدن..(ما عدا سيدي بلعباس طبعا) !
حين وصلت الباهية.. قررت أن أشاهد فيلما أو اثنين ضمن مهرجان الفيلم العربي، فتوافق حظّي مع الفيلم اللبناني (كثير كبير) للمخرج ميرجان بوشعيا !
دخلت قاعة سينما المغرب وشهادتي مجروحة في ما تقدمه هذه السينما اللبنانية الحديثة…و”المشاغبة”، سينما تحررت من تاريخ الحرب الأهلية لتناقش رواسبها وآثارها بكل جرأة وتميز!!
قبل سنتين، شاهدت في القاعة ذاتها فيلم “هلا لوّين” للمخرجة نادين لبكي وشعرت بإعجاب شديد وغضب مفاجئ..أما الإعجاب فلأن هذه السينما اللبنانية استطاعت أن تتفوق على تاريخها وطائفية المجتمع الذي تخاطبه، لكن غضبي، فيرجع لأننا في الجزائر، لم ننتج بعد أفلاما من هذا النوع، ولازلنا حتى الآن، ضحية التطبيل والتزمير باسم تمجيد الثورة، وضحية التزوير حين نقدم فيلما عن مرحلة الإرهاب الأسود !
في القاعة، وحين عرض الفيلم اللبناني “كثير كبير” ويروي قصة تاجر مخدرات يتحول إلى منتج سينمائي ثم إلى رجل سياسي..( في لبنان وليس في الجزائر !!) شاهدت حضور المخرج المعروف أحمد راشدي، رجل محترم جدا (على المستوى الشخصي) وصاحب تاريخ طويل في السينما وان كنت لا اعترف له سوى بفيلم واحد..الأفيون والعصا..(فيلم كان وسيظل رائعا)..صحيح أن راشدي قدم بعده اجتهادات خاصة لكنه تحول مع مرور السنين وبتكرار التجارب ذاتها إلى متخصص في تزوير التاريخ.. وفي جانب منه إلى مجرد بوق للسلطة !
تساءلت بيني وبين نفسي: ألا يشعر راشدي بالغيرة؟ ألا يحسد مخرجا شابا على ما يقدمه؟ بالمناسبة، المخرج اللبناني (ميرجان بوشعيا) عمره في الدنيا قد يمثل عمر راشدي في الفن السابع !

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى