ضياع الملايير جراء تماطل الحكومة في إطلاق الصيرفة الإسلامية

في وقت تتأخر الحكومة في إطلاق المعاملات البنكية الاسلامية، على الرغم من توفر الإطار القانوني الخاص بها منذ العديد من الأشهر، ينعقد الملتقى الجزائري الأول للتأمين والصيرفة الإسلاميين، “صافي 2018 «  ، يومي 24 و25 نوفمبر 2018 بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة.

وتجري هذه التظاهرة التي ينظمها كل من مكتب الاستشارات “صافي” المختص في توزيع وتصميم منتجات التكافل والصيرفة الإسلامية والوكالة المتوسطية للتظاهرات والسياحة  “ميد للأسفار”  ، تحت الرعاية السامية للمجلس الإسلامي الأعلى.

هذا في الوقت الذي يبقى فيه المجتمع ينتظر تنويع المنتجات المالية، وهو ما يمثل إمكانيات هائلة ينتظر من البنوك استغلالها، في إطار الجهود الساعية لجذب الأموال المتداولة خارج الفضاء البنكي، لاسيما بعد فشل المحاولات السابقة للسلطات العمومية في استرجاع الكتل النقدية للضخمة المتادولة في السوق الموازية، والتي يتعتبر تعامل البنوك الناشطة في الساحة وفق لمنطق المعاملات الربوية أحد أسباب العزوف، بالإضافة إلى ثقل وتخلف المنظومة المصرفية الوطنية.

وعلى هذا الأساس، يسعى ملتقى صافي 2018، والذي يعد بمثابة تجمع حقيقي لمهنيي قطاع البنوك والتأمينات وبالأخص فرع المالية الإسلامية، لأن يكون فرصة استثنائية للاستفادة من الخبرات والكفاءات العالية الموجودة بهذا القطاع، وذلك بالنظر لنوعية المشاركين، محليين وأجانب، سواء المتدخلين أو المدعوين.

وسيكون بذلك ملتقى صافي 2018 فرصة فريدة، لفائدة مجمل الأطراف الفاعلة في النظام المالي الجزائري، سواء المؤسساتي أو المهني، للقيام بتقييم شامل لتجارب مختلف الدول، الناجحة منها والفاشلة، والمتعلقة بتطبيق الصيرفة الإسلامية في السوق الوطنية واستخلاص الدروس منها.

وستعرف التظاهرة مشاركة مسؤولين ومختصين من الجزائر ودول أخرى على غرار تونس، فرنسا، المغرب، السنغال، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، وذلك لعرض تجاربهم وكفاءاتهم في هذا المجال.

كما تتميز بمشاركة بنوك وشركات تأمين وهيئات مالية ومكاتب خبرة ومراكز تكوين ومكاتب حلول في مجال تكنولوجيات المعلومات وأكاديميين وصناع قرار داخل مختلف الهيئات الوطنية والهيئات المالية الدولية وكذا منظمات مهنية، على مدار يومين، في إطار مهني وودي في نفس الوقت، مناسب للتبادلات الواعدة بل والشراكات المثمرة.

وبالنظر لطبيعة المواضيع التي سيتم التطرق إليها، خاصة وأنها تركز على الجوانب العملية، فإن ملتقى صافي 2018 يعتبر أيضا فضاء لتقديم الحلول الرامية إلى مرافقة السلطات العمومية وفاعلي القطاع المالي في مساعيهم لإقامة صيرفة إسلامية والتي لا تزال في مراحلها الأولى في الجزائر.

يذكر في الأخير أن صافي 2018 يحظى بدعم من طرف الفاعلين الرئيسيين في الساحة المالية الإسلامية الذين ينشطون حاليا في السوق الوطنية، وذلك سواء كراعي مباشر أو كشريك للتظاهرة.