رياضة

هذا ما حصدته الرياضة الجزائرية عام 2018

شهدت الرياضة الجزائرية بكافة تخصصاتها عدة أحداث سنة 2018، تنوعت ما بين الإنجازات والإخفاقات، حيث شهد البلد وبعد مرور 11 سنة كاملة عن احتضان الألعاب الإفريقية سنة 2007، احتضان الألعاب الإفريقية للشباب في طبعتها الثالثة خلال شهر جويلية المنصرم، وهي المسابقة التي عرفت مشاركة 54 دولة إفريقية في 30 تخصصا رياضيا وبمشاركة قرابة 3 آلاف رياضي، وهي المنافسة التي شهدت أيضا حصول الجزائر على المركز الثاني وراء مصر، بعدما تحصلت على 226 ميدالية منها 71 ذهبية، 72 فضية و83 برونزية، فيما حصد “الفراعنة” 199 ميدالية، منها 101 ذهبية, وهو رغم كل ذلك يعتبر إنجازا لا يستهان به، بالرغم من سوء التنظيم الذي شهدته الدورة.

الجزائر تنال شرف احتضان “شان 2022”

وفي الجانب التنظيمي دائما، تمكنت الجزائر أيضا من الفوز بشرف احتضان كأس أمم إفريقيا للمحليين المرتقبة سنة 2022، وهذا لأول مرة في تاريخها، بالرغم من أن الجميع أعاب على إتحادية خير الدين زطشي ترشحها لاحتضان هذه الدورة التي تعتبر مصاريفها أكثر من مداخيلها، إلا أن “الفاف” اعتبرت بأن احتضان هذه المنافسة يُعد بمثابة ثقة من “الكاف” في إمكانيات الإتحادية الجزائرية لكرة القدم على احتضان تظاهرة كروية.

الشعب يُطالب ماجر بالرحيل .. وبلماضي البطل المنقذ

ودائما في مجال كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية، فسنمر للحديث عن المنتخب الوطني وما شهده بيته من أحداث وتأهل إلى “كان 2019” قبل إجراء الجولة الأخيرة للتصفيات المؤهلة، حيث أنه وفي شهر جوان المنصرم، ومع توجه الأنظار لمتابعة مباريات كأس العالم التي استضافتها روسيا، أعلنت “الفاف” الانفصال عن رابح ماجر مدرب المنتخب الذي قاد بلاده كلاعب لإحراز لقب كأس الأمم الإفريقية للمرة الوحيدة عام 1990، حيث جاءت إقالة ماجر بعد أقل من عام على توليه المهمة خلفا للإسباني لوكاس ألكاراز، إثر مشوار محبط في التصفيات أدى لغياب الجزائر عن كأس العالم 2018، إذ لقي صاحب “الكعب الذهبي” انتقادات لاذعة بعد أن مني بـ 4 هزائم متتالية في مباريات ودية، كانت البداية في مارس الماضي بالخسارة 1-2 أمام إيران تلتها هزيمة أخرى 0-2 أمام السعودية في ماي، وخلال شهر جوان، خسرت الجزائر مرتين على التوالي الأولى أمام الرأس الأخضر 2-3 وبعدها بـ6 أيام أمام البرتغال 3-صفر، مما جعل تلك النتائج تتسبب في إنهاء “الفاف” ارتباطها مع ماجر ليتعاقد مع اللاعب الدولي السابق جمال بلماضي، الذي تولى مسؤولية “الخضر” حتى نهاية كأس العالم 2022، هذا الأخير الذي نجح في قيادة الفريق لبلوغ النهائيات الإفريقية للمرة 18 في تاريخ البلاد والرابعة على التوالي.

سعدان يستقيل من المديرية الفنية للمنتخب بسبب “الفيفا” !

ولم يكاد بيت المنتخب الوطني يهدأ برحيل المدرب ماجر، حتى شهد عاصفة جديدة بطلها شيخ المدربين، رابح سعدان، الذي أقدم على استقالته من منصبه كمدير فني للإتحادية بصورة مفاجئة بعد خلاف على تأشيرة سفر لحضور ملتقى المدربين الذي أقيم في لندن تحت إشراف الاتحاد الدولي “الفيفا” في أكتوبر بعد عام واحد أمضاه مشرفا على كل الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية الجزائرية.

“الخضر” يختمون سنة 2018 في المركز 67 عالميا

أنهى المنتخب الوطني سنة 2018 ترتيبه في التصنيف العالمي لـ”الفيفا” بالمركز الـ 67 عالميا، وهو الذي كان يأمل في التألق وتحقيق التواجد ضمن المراكز الـ 50 عالميا، لكن الإخفاق في المباريات التي جرت خلال الستة الأشهر من هذه السنة لم تكن في المستوى وهو الأمر الذي انعكس على ترتيب “الخضر”، الذين أنهوا هذه السنة أيضا في المركز 13 إفريقيا، وهم الذين كانوا أسياد القارة الإفريقية منذ أربع سنوات مضت.

ممثلي الجزائر في المنافسات الإفريقية والعربية بين التألق والإخفاقات

وعلى صعيد الأندية، أخفق وفاق سطيف في تكرار إنجاز 2014 حين توج بلقب دوري أبطال أفريقيا بعد أن ودع البطولة في المربع الذهبي أمام الأهلي المصري الذي خسر بدوره المباراة النهائية في مواجهة الترجي التونسي في نوفمبر الماضي، كما فشل أيضا في المرور إلى الأدوار المتقدمة في البطولة العربية أيضا.

من جهته، تعرض اتحاد العاصمة لضربة مزدوجة بعد أن ودع منافسات بطولة الكونفدرالية الأفريقية من دور الثمانية أمام المصري البورسعيدي في سبتمبر الماضي قبل أن يخرج لاحقا من دور الـ16 لكأس العرب للأندية الأبطال أمام المريخ السوداني.

في حين نجح جاره مولودية الجزائر في معادلة الكفة ببلوغ دور الثمانية في البطولة العربية ليضرب موعدا ثأريا في مواجهة المريخ مطلع العام المقبل.

كما تأهل فريقا شباب قسنطينة وشبيبة الساورة لدور المجموعات للنسخة الحالية من دوري أبطال أفريقيا، في حين تأهل فريق نصر حسين داي للدور الـ 32 مكرر من كأس “الكاف” في نسختها الحالية.

“السنافر” و”المكرة” يخطفان الأضواء

وعلى المستوى المحلي، خطف شباب قسنطينة بقيادة المدرب عبد القادر عمراني، الأضواء بإحرازه لقب رابطة موبيليس الأولى، ليتوج الفريق بثاني لقب له على صعيد البطولة بعد 1997. بالمقابل، وبعد مرور 27 عاما كرر اتحاد بلعباس بقيادة المدرب شريف الوزاني سيناريو نسخة 1991 من نهائي كأس الجزائر حين تغلب على شبيبة القبائل في المباراة النهائية ليتوج باللقب، كما أحرز “المكرة” أيضا لقب “السوبر” بعد الفوز 1-صفر على شباب قسنطينة بطل البطولة في نوفمبر المنصرم.

محرز مفخرة الجزائريين في الخارج

منح المهاجم الجزائري رياض محرز الجمهور الجزائري، شعورا بالسعادة بعد انتقاله لصفوف مانشستر سيتي الإنجليزي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قادما من ليستر سيتي في صفقة قدرتها وسائل إعلام بريطانية بمبلغ 60 مليون جنيه إسترليني (79.64 مليون دولار) وهي أضخم صفقة يوقعها لاعب جزائري على الإطلاق. كما توج فوزي غلام مدافع نابولي بجائزة أفضل لاعب جزائري وفقا لاستفتاء صحيفة الزميلة “الهداف”.

كما نصب السفاح بغداد بونجاح، نفسه هدافا عالميا هذا الموسم، عقب تمكنه من توقيع 59 هدفا في كل المنافسات التي شارك فيها، سواء مع فريقه السد القطري أو مع المنتخب الوطني، متفوقا بذلك على البرغوث الأرجنيتين، ليونيل ميسي الذي سجل 51 هدفا، ونجوم كبار عالميين، إلا أن ذلك لم يشفع له لكي يلقى الصدى الإعلامي الكبير الذي قد يسمح له بالظفر بعقد احترافي مميز مع إحدى النوادي الأوربية الكبيرة، قبل أن يقبل بتجديد العقد مع فريقه “الزعيم” في آخر المطاف.

في حين نجح عطال يوسف، في التألق هذا الموسم رفقة ناديه نيس الفرنسي، عقب مساهمته الفعالة في النتائج الإيجابية التي سجلها ناديه، ناهيك عن الأداء الباهر الذي يُقدمه من مباراة لأخرى، وهو الذي لقي التهميش في فريقه شبيبة القبائل من طرف محند شريف حناشي الرئيس السابق لـ”الكناري”.

الرياضات الأخرى

حاولت الرياضات الأخرى أن تمنح الرياضة الجزائرية بعض التعويض لكن هذا لم يتحقق بشكل كبير، فقد اكتفى المنتخب الوطني للرجال باحتلال المركز الثاني في البطولة العربية لكرة السلة التي أقيمت في مصر في نوفمبر الماضي بعد الخسارة بنتيجة 85-81 أمام نظيره السعودي في المباراة النهائية.

وفي كرة اليد، فرطت الجزائر في المركز الرابع الذي حققته في بطولة أفريقيا 2016، وودعت نسخة 2018 التي أقيمت في الغابون من دور الثمانية بعد أن خسرت بصعوبة وبفارق هدفين بنتيجة 29-27 أمام أنغولا التي واصلت طريقها لتحتل المركز الثالث في البطولة التي توجت تونس بلقبها في مستهل عام 2018، وفي منافسات السيدات التي أقيمت في الكونغو في نهاية العام، ودعت الجزائر البطولة من دور الثمانية أيضا بعد الخسارة أمام أنغولا حاملة اللقب بفارق كبير وبنتيجة 41-17.

كما خرجت الجزائر خالية الوفاض من بطولة العالم لرفع الأثقال التي أقيمت في عشق أباد في تركمانستان في نوفمبر.

الجزائر تحتل المركز 15 في ألعاب تاراغونا الإسبانية

أنهت الجزائر دورة ألعاب البحر المتوسط في إسبانيا التي جرت في جوان الماضي في المركز 15، لكن هذا الترتيب أدى لتراجعها 4 مراكز عن الدورة السابقة في تركيا 2013 وبنصف العدد الإجمالي من الميداليات. هذا وقد نجح رياضيو الجزائر في اقتناص 13 ميدالية متنوعة في دورة هذا العام من بينها ذهبيتان أحرزهما السباح أسامة سحنون في سباق 100 متر حرة وحسن دايخي في منافسات الكاراتيه لوزن فوق 84 كيلوغراما.

…المركز السادس في ألعاب القوى الإفريقية بنيجيريا

أحرز العربي بورعدة ذهبية العشاري في بطولة أفريقيا لألعاب القوى التي أقيمت في مدينة أسابا في نيجيريا في أوت الماضي. ومنح العداء عبد المليك لهولو الجزائر ذهبية ثانية في سباق 400 متر حواجز، بينما كانت البرونزية من نصيب محمد ياسر الطاهر تريكي في الوثب الثلاثي لتحتل الجزائر المركز السادس في الترتيب العام للبطولة.

حصيلة مقبولة بالألعاب الأولمبية للشباب بالأرجنيتن

بالموازاة من ذلك، وصف العديد من المتتبعين، النتائج التي حققها رياضيو الجزائر في الألعاب الأولمبية للشباب التي جرت بالعاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، بالإيجابية جدا، باعتبار أن الجزائر نالت فيها 5 فضيات وبرونزيتين، وهي حصيلة برهنت على المجهودات التي يبذلها الشباب من أجل التألق في المحافل الدولية والوصول إلى منصات التتويج العالمية.

كما نالت هالة بوكساني لاعبة المنتخب الجزائري في الريشة الطائرة جائزة أفضل لاعبة عربية على صعيد الرياضة لعام 2018، وتحتل بوكساني المركز 19 عالميا، وكانت اللاعبة الأفريقية الوحيدة التي تأهلت في تلك الرياضة للمشاركة بأولمبياد الشباب 2018 التي أقيمت في بوينس إيرس بالأرجنتين في أكتوبر الماضي.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى