أبناء الشهداء يسخرون من تكريم ماكرون للحركى
أدان الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، الطيب الهواري، قرار الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، بتكريم الحركى وهم الجزائريين الذين شاركوا خلال الثورة التحريرية إلى جانب فرنسا.
وقال الهواري، في اتصال هاتفي مع “سبق برس”، صبيحة اليوم، أن قرار ماكرون مستفز للجزائريين ومسيء لمسيرته السياسية ولشعبيته التي تزداد هبوطا يوما بعد يوم، معتبرا أن الأخير لم يلتزم بالضمير الإنساني الحي، وارتكب جريمة أخرى في حق الذاكرة الوطنية.
وتنكر المتحدث لأصول الحركى الجزائرية، قائلا أنهم مواطنين فرنسيين خانوا وطنهم الأم وشعبهم أيام الثورة ووقفوا جنبا إلى جنب مع المستعمر لذلك لا صلة للجزائر بهم، معتبرا أن تكريمهم شأنا فرنسيا داخليا، لكنه أكد أن القرار يبقى مستفزا للجزائريين الذين يناضلون حتى يأخذوا حق الاعتراف بجرائم فرنسا التي تنكرت لها، فبدلا من أن تعطي اعتبارا للجزائر وتحافظ على العلاقات الدبلوماسية هاهو رئيسها يكرم أعداء الثورة وبائعي الضمائر ممن مارسوا سلوكيات وحشية ضد الجزائريين.
واعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، أن ماكرون قد خان الوعود التي أعطاها لوزير المجاهدين، الطيب زيتوني، ولم يلتزم بالاتفاق الحكومي الذي يقضي بإعادة فتح ملفات الثورة والأرشيف الوطني، التي كان يفترض أن تسفر نتائجها عن تعويض المتضررين واسترجاع الجماجم، والاعتراف بجرائم التجارب النووية بالصحراء الكبرى، وهي التطلعات التي ينشدها المدافعون عن تاريخ الجزائر في حربه ضد المستعمر الفرنسي.
وختم المتحدث كلامه بالإشارة إلى أن منظمته ستصدر يوم الإثنين المقبل، بيانا تعبر فيه عن موقفها وترد على قرار ماكرون.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي ،إيمانويل ماكرون، كان قد أصدر يوم الجمعة، مرسوما نشر في الجريدة الرسمية يرَفِّـع بمقتضاه عددا من الحركى الجزائريين الذين قاتلوا ضمن الجيش الفرنسي في حرب تحرير الجزائر التي استمرت 8 سنوات بين العامين 1954 و1962.
ورفّع ماكرون بموجب المرسوم ستة حركيين سابقين ومؤسسة جمعية لهم إلى درجة جوقة الشرف برتبة فارس، أعلى رتبة تكريم تمنحها الدولة الفرنسية، كما تم ترفيع أربع أشخاص إلى درجة الاستحقاق الوطني برتبة ضابط ، و15 آخرين إلى رتبة فارس وغالبيتهم ممثلين لجمعيات أو هيئات. ويأتي التكريم قبل بضعة أيام من اليوم الوطني للحركيين المصادف لـ 25 سبتمبر الجاري.
