أخبار هامةسياسة

أسطورة “الجنرال توفيق” تتحطم على أسوار “جريدة النهار”

أثارت الصورة التي نشرتها جريدة النهار في صفحتها الأولى لقائد جهاز الاستعلامات، الفريق محمد مدين المدعو توفيق، الكثير من اللغط وطرحت حولها تساؤلات عديدة، بين مشكك في نوايا نشر الصورة، ومتوجس من خلفيات إظهار صورة الرجل الخفي الذي كان إلى وقت قريب مجرد ذكر اسمه شبه “طابو” خاصة في وسائل الإعلام .

وذهب البعض إلى ربط نشر صورة ما يسمى بصانع الرؤساء إلى قرب نهاية هذه “الأسطورة”، على اعتبار أن صورة الفريق إلى وقت غير بعيد كانت ممنوعة من النشر على صفحات الجرائد وفي وسائل الإعلام المرئية، حتى وان توفرت خشية أن تطالهم لعنة “رب الدزاير” كما يحلو للبعض تسميته، وإقالة مدير الأخبار بالتلفزة العمومية بعد نشر فيديو يظهر فيه نصف صورة الجنرال فقط، خير دليل على أن أمورا كثيرة قد تغيرت.

وعلى النقيض من ذلك يعتقد بعض المتابعين إلى أن نشر صورة الجنرال توفيق يدخل في إطار الحرب النفسية الدائرة بين عصب النظام، “الرئاسة والمخابرات” وحجتهم في ذلك هو أن المالك الفعلي للجريدة هو محمد مقدم مستشار بوتفليقة السابق والمقرب من السعيد بوتفليقة، هذا الأخير يقود حملة بالوكالة ضد جهاز الاستعلامات حسب ذات الأطراف، وعليه فقد تعمد نشر الصورة حتى يضيف نقطة أخرى إلى رصيده .

صانع الرؤساء ومدير المخابرات الحالي الذي لم يكن يجرؤ أحد حتى بالنطق باسمه، في تحد صارخ كسرت يومية النهار – المحسوبة على جناح من الأجنحة المتصارعة – حاجز الخوف ونشرت على صدر صفحتها الأولى لعدد اليوم صورة جديدة للجنرال توفيق لأول مرة منذ تأسيسها.

ووفقا للقراءة السميولوجية للصورة فان الجنرال توفيق ظهر في الصورة المنشورة وهو بين أيدي متشابكة تريد أن تتصافح مما يوحي من النظرة الأولى وكأنه داخل السجن ومكتوف الأيدي وهو ما يؤيد فرضية بان أيام التوفيق على رأس الجهاز أضحت معدودة وتشير الصورة التي كانت مرفقة للتصريحات أويحي وجاءت مصحوبة بعنوان مثير “بوتفليقة سيد قراراته حول الدياراس” على أن الصراع قد فصل في نتيجته وقد تغلب طرف الرئيس على منافسه توفيق .

ولم تمر صورة الجنرال المنشورة اليوم مرور الكرام فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بنار الشكوك التي أشعل فتيلها نشر الصورة، متسائلين من الجهة التي رخصت لمدير الجريدة بالنشر، هذا الأخير معروف في الأوساط الإعلامية عن ولائه لرجال الرئيس، فهل نشر الصورة هو استفزاز ؟ أم نهاية الصراع ؟ أم تُبشر بموعد نهاية أسطورة الجنرال التوفيق؟  فالأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى