ثقافة

مهرجان وهران للفيلم العربي.. هذا ما وقفت عليه “سبق برس”

بعد اختتام الطبعة الحادية عشر لمهرجان الفيلم العربي بوهران، وما رافقها من أحداث أثارت الساحة الثقافية الوطنية، تعود بكم “سبق برس” إلى ما وقفت عليه خلال تغطيتها لأيام المهرجان من إيجابيات وسلبيات، مرفقة بآراء النقاد وتوضيحات الإدارة المشرفة على المهرجان.

حفل افتتاح محتشم !

حفل الافتتاح بقاعة المغرب وسط المدينة، طرح العديد من التساؤلات على اعتبار أن القاعة لم تكن جاهزة كليا لاحتضانه، كما أثار حفل التنشيط وابلا من الانتقادات التي وجهت للفنانة سارة لعلامة بشكل خاص والممثل حسان كشاش بشكل أقل حدة، حيث أبان على مستوى شاحبا من التحضير. مما أثار حفيظة البعض وجعلهم يتساءلون عن الجدوى من عدم الاستعانة بمنشط صحفي محترف بدلا من الاستعانة بممثلين بعيدين كل البعد عن التخصص، وجاء رد إبراهيم صديقي: “أغلب المهرجانات العالمية ينشطها ممثلون، أردنا استنساخ التجربة في مهرجان وهران، ربما لم نوفق تماما !”.

وكان تأجيل عرض فيلم الافتتاح “كارما” إلى اليوم الموالي نقطة سوداء في المهرجان، حيث أن من المتعارف عليه هو عرض الفيلم الافتتاحي بعد الحفل مباشرة.

البرمجة تثير غضب الفنانين

تأخير عرض فيلم الافتتاح أثر على سيرورة برنامج العروض ومواقيتها المسطرة، وكان أبرز قضية صنعت الحدث، هي تصريحات الممثل الفلسطيني محمد بكري في الندوة الصحفية التي عقبت عرض فيلمه “واجب”، وقد  افتتحها بالتعبير عن غضبه واتهام إدارة التنظيم بسوء التنظيم، وقال في لقاء مع “سبق برس”: “كنت مستاءا من تأخر عرض فيلمي بدلا من الرابعة إلى السادسة ونصف”.

وقد أبدى أيضا الكثير من الفنانين والمخرجين عدم رضاهم على تغيير مواقيت العروض للأفلام المشاركة، حيث كان بعضهم يصل إلى قاعة العرض وينتظر لساعات حتى يصل موعد عرضه.

كما أن انقطاع التيار الكهربائي مرتين أثناء عرض فيلم “إلى آخر الزمان” للمخرجة ياسمين شويخ جعل الحضور يستاء، ويتساءل عن عدم الأخذ بالاحتياطات اللازمة حتى يتم تجنب مثل هذه المواقف المحرجة.

التمييز يشعل فتيل المشاكل

مع انطلاقة المهرجان، عبر العديد من الإعلاميين لإدارة المهرجان عن سخطهم من التمييز والمحاباة بين الصحافة والوطنية والصحافة الأجنبية، حيث تم الحجز للصحافيين الأجانب في فنادق خمسة نجوم، بينما تم الحجز للصحفيين في فنادق تعجز حتى عن تقديم وجبات لائقة، إضافة إلى عدم توفير وسائل النقل وهو ما رد عليه محافظ المهرجان إبراهيم صديقي بالقول: “صالات العروض والأنشطة كلها قريبة من بعضها البعض، نحن لسنا بحاجة لركوب وسائل النقل للتنقل إليها” .

ولكن رغم ذلك فقد شهد المهرجان غيابا واضحا لوسائل الإعلام الأجنبية، على غير العادة، فقد كان عددها يعد على رؤوس الأصابع.

العلامة الكاملة للأمن

شهد المهرجان تحكما أمنيا شديد القوة طيلة أيامه، فانتشار عناصر الأمن في كل الزوايا القريبة من أماكن العروض وإقامة الوفود، سهل على الجميع التنقل في كل الأوقات دون الشعور بوجودهم، وعليه تحية لعناصر الأمن الذين أثبتوا احترافيتهم.

شعار “نعيش معا” الحاضر الغائب

لمسنا في المهرجان الإسهاب في الحديث عن شعار الدورة ” نعيش معا”، حيث تم عرض أغنية عن السلام تعبر عنه، لكن ما غاب عن المهرجان هو إنتاج سينمائي يجسد معنى الشعار، على اعتبار أن المهرجان سينمائي وليس غنائي. إضافة إلى غياب حملات مرافقة للمهرجان تروج لفكرة التعايش معا.

السينما للجميع..

من الأشياء المميزة التي شهدها مهرجان وهران، هو برمجة العديد من الورشات التكوينية في السيناريو، حيث عرفت إقبالا كبيرا من قبل الشباب الراغب في خوض تجربة الكتابة خصوصا مع وجود كتاب سيناريو كبار على غرار الكاتب المصري ناصر عبد الرحمان،  بالإضافة إلى برمجة العديد من الندوات الفكرية في مجال النقد والإخراج السينمائي، هذه الأنشطة الموازية للعروض السينمائية خلقت حراكا مميزا بين الحضور.

غياب وزير ثقافة يثير التساؤلات !

أثار غياب وزير الثقافة عزالدين ميهوبي عن الحدث السينمائي، التساؤلات حول مدى رضاه عن إدارة المهرجان وحقيق وجود خلاف بينه وبين المنظمين، خاصة وأنه غاب أيضا عن الحفل الختامي الذي شهد تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي استلمه أمين عام الوزارة.

إنقاذ ما يمكن إنقاذه !

حفل الختام ولو لم يكن بمستوى كبير جدا، إلا أنه شهد تنظيما أكثر مقارنة بحفل الافتتاح، واختيار الإعلامي محسن بوزرطيط ومنال غربي قلص من حجم الأخطاء، إلا أن اختيار مكان مسرح الهواء الطلق كمكان لاحتضانه، لم يكن موفقا جدا.

هل هي الطبعة الأخيرة ؟

روج الكثير من الحضور لفكرة أن هذه الطبعة ستكون الأخيرة بالنسبة لمهرجان وهران السينمائي، مستندين إلى ما اعتبروه الأخطاء الكارثية التي ستعصف بالإدارة، إلا أن خرجة والي ولاية وهران عشية أمسية الحفل الختامي، وتصريحه بأن إدارته ستسهر على تدارك كل الهفوات، وستبدأ من الآن بالتحضير للطبعة القادمة بشكل أكثر رقي، فند كل تلك الإشاعات.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى